لم تعد الأعمال الفنية الدرامية السورية مواد هادفة للترفيه، بل تحولت لأداة تخدم أجندات النظام وتكرسها.
ما مصير العقارات التي تم شراؤها في الشمال السوري دون وجود أوراقٍ ثبوتيّةٍ رسميّة
تداولت صفحات محلية في مناطق سيطرة النّظام تفاصيل تصوير مسلسل للمخرج نجدت أنزور، يوثّق بها بطولات قوات النظام الكاذبة، ودحرهم للإرهاب حسب، وصفهم، في ريف حماه، وخان شيخون جنوبي إدلب، التي سيطر النظام عليها مؤخراً.
ذكرت مصادر محلية في ريف إدلب قبل أيام، قيام مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي والتابع للنظام، بشن غارات في المنطقة لتصوير مشاهد واقعية أثناء تصوير أعمال تروج للنظام بإخراج أنزور.
واظب النظام منذ انطلاق شرارة الثورة السورية عام 2011، على استغلال الدراما السورية التي لطالما هيمن عليها، واستخدمها سلاحاً ناعماً ضد الشعب.
استل نظام الأسد في عهد الأب والابن الرقابة سيفاً على الدراما السورية متمثلاً بقصّ مشاهد من الأعمال الدرامية أو منعها بشكل كامل، أو حتى إقصاء ممثلين معارضين عن الشاشات، فضلاً عن رعاية آخرين بعينهم ممن أصبحوا أبواق النظام.
سمح النظام قبل الثورة، لفنانين ومخرجين محددين بتأدية عروض فنية، قدمت بشكل مدروس جرعة من النقد، ساعدت في تنفيس “الاحتقان الشعبي” ضد نظام دون السماح للتمرد أو الخروج عليه.
هذا وتضم نقابة الفنانين الموالية للنظام حوالي 850 فنانا، دعمتها وأشرفت عليها أجهزة النظام الأمنية، وهو ما ظهر جلياً في طرد فنانين كسروا حاجز الخوف، وخرجوا عن سطوة النظام القمعية، ما عرضهم للفصل والاستبعاد من الساحة الفنية علاوةً على فرارهم من البلاد وتعرض البعض منهم للاعتقال.
يغيب عن المسلسلات السورية الأخيرة هموم الشارع الحقيقية ودماء السوريين التي سفكت على يد قوات النظام، فيما يحضر فيها من يتوافق مع رؤية النظام ويغلب عليها التفكك الأسري والخيانة الزوجية وضياع الأخلاق.
يستحوذ أزلام النظام أمثال سامر الفوز على قطاع الإنتاج الدرامي والقنوات التلفزيونية، التي تنتج وتبث أعمال بإسقاطات من الصراع الدائر من وجهة نظر النظام وتعزف على أوتار طائفية تروج لمفاهيمه.
رغم النجاح والرواج الكبير الذي حققته الدراما السورية في العقدين الماضيين، إلا أنها تشهد انحداراً خطيراً في عهد نظامٍ أوغل في دم السوريين واستغل الفن بما يخدم سطوته وإجرامه.
بقلم : صباح نجم
المركز الصحفي السوري