في نهاية العام الماضي، عاد رئيس حركة سوريا الأم والرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض “أحمد معاذ الخطيب” من روسيا، وتحدث عن شمس جديدة قد تشرق من روسيا، وتنهي معاناة الشعب السوري، وكتب شارحاً أسباب زيارته التي وصفها بالإيجابية، ووضع عنواناً عريضاً لها هو “هل ستشرق الشمس من موسكو”؟.
اليوم وفي خطوة “مكشوفة” جديدة اختار “معاذ الخطيب” أن يقدم أوراق اعتماده مبكراً لدى روسيا، ليكون ضمن “صفقة” أو أي حل سياسي لسوريا، وذلك بالتزامن مع زحمة المبادارات والتفاهمات والمشاورات التي شهدها العالم مؤخراً حول سوريا، حيث بعث رسالة إلى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”؛ رسالة هي الأقرب إلى “المعاتبة”، أبدى من خلالها تفهمه للجانب الروسي من تحول سورية إلى كيان معادٍ لموسكو.
العمل “الأخلاقي” يجعل الحياة أفضل
“الخطيب” وفي الرسالة المطولة التي نشرها عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”، لم يصف ما تقوم به روسيا في سوريا بأنه “عدواناً على سوريا”، أو حتى اعتبار وجود طائراتها وقواتها على الأرض هو احتلال وفق كل التشريعات الدولية”، في حين استهل رسالته بالقول “أن العمل الإنساني والأخلاقي يمكن أن يجعل الحياة كلها أفضل”.
الخطيب يطرح رؤيته للحل في سوريا
وشكك “الخطيب” بالمعلومات ” غير الدقيقة” التي تُنقل إلى بوتين عما يجري في سوريا، مؤكداً أن الغارات الروسية استهدفت مجموعات الثوار الوطنيين من الجيش الحر، مطالباً موسكو و”بشكل جازم” بايقاف قصفها للأبرياء، والتعاون مع الدول المعنية ضمن خطوات واضحة لانقاذ الشعب السوري من توحش النظام ومن تطرف المجموعات المتشددة، وفق قوله.
وطرح رؤيته للحل في سوريا عبر تسليم الأسد لكامل صلاحياته إلى هيئة انتقالية مؤقتة أولية شريطة أن يُعلن عن موعد محدد لرحيله، مشيراً إلى أن فكرة المحافظة على الأسد سوف تمنع النظام من الإنهيار غير صحيحة.
ووصف “الخطيب” ما يكرره المسؤولون الروس بالقول أن “الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره” بأنها محاولة التفاف على الشعب السوري الذي لايريد النظام، مؤكداً أن إيران وروسيا هما اللذان يُبقيان الأسد.
مستعدون للقاء ممثلين عن الأسد
وتابع الخطيب “:كل المؤتمرات واللقاءات حول سورية لاتعني لنا شيئاً، عندما تتجاهل السوريين أنفسهم سواء من قوى المعارضة والثورة أو من ممثلي الحكومة، مضيفاً أنه “لا يمكننا قبول توجه لا يحترم آلامنا ومن أهمها إطلاق سراح المعتقلين ، والبحث في رجوع آمن للمهجرين”.
كما أبدى “الخطيب استعداده للقاء أي طرف يهمه مصلحة سورية، حتى لو كان من داخل النظام، مع مراعاة جانب إنساني أساسي وهو إطلاق سراح النساء والأطفال كبادرة حسن نية.
الخزان البشري للتطرف أكبر مما يتصوره أي أحد
وأشار “رئيس حركة سوريا” إلى أن عملية مكافحة “الإرهاب” ستنجح في حالة واحدة وهي سير الموضوع مع العملية السياسية في نفس الوقت ، مشدداً على أن التحركات العسكرية ستؤدي إلى شيء واحد هو انضمام الكثيرين إلى القوى المتشددة بحثاً عن الحماية والقوة”.
ووصف محاولات وقف التطرف عبر القصف الجوي والهجوم الأرضي والضغط الدولي بـ”الوهم الكبير”، معتبراً “الخزان البشري للمقاتلين المتطرفين أكبر مما يتصوره أي أحد”، في حين طرح رؤيته لحل قضية التطرف من خلال رحيل الأسد وتفاهم الحكومة السورية مع القوى السياسية لإيجاد مصالحة وطنية والتكاتف من أجل الوقوف في وجه القوى المتطرفة”.
نتفهم التخوف الروسي
وأشار رئيس حركة سوريا إلى أن اختلاف قوى المعارضة ليس مبرراً لقتل معارضي النظام ، لافتاً إلى أن كل المعارضة تتفق على وحدة سورية أرضاً وشعباً ، وترفض التطرف بكل أشكاله.
وأبدى الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض تفهمه للتخوف الروسي من تحول سورية إلى كيان معادٍ لموسكو، وأضاف قائلاً: أن مساعدة الشعب السوري في الخلاص من الظلم هي التي ستظهر الجهات الحريصة عليه”.
الحروب هي من “طفولات العقل البشري”
ورأى “الخطيب” أن الفكر أقوى من السلاح؛ وأن الحروب هي من طفولات العقل البشري ، مستدركاً “قد تكون ضرورية في بعض الأوقات ولكنها ليست بحال من أساسيات الحياة”، محذراً في الوقت نفسه من حصول تفاهمات دولية على حساب حرية الشعب السوري، و من اتساع نطاق المواجهات العسكرية التي ستصبح ثقباً أسود شديد الخطورة يستنزف كل الدول التي لها علاقة بالموضوع السوري، وفق قوله.
آلاف الضباط المنشقين مستعدون للتفاهم مع “زملائهم” في أجهزة الأسد الأمنية؟؟
كما اعتبر أنه لا مبرر من التخوف بوجود فراغ قيادي على الصعيد العسكري والأمني ، مشيراً إلى أن آلاف الضباط المنشقين مستعدون للتفاهم مع زملائهم في أجهزة الحكومة المختلفة في حال وجود موعد محدد لرحيل رأس النظام، مضيفاً “أن هؤلاء الضباط إضافة إلى آلاف المنشقين ليس لهم إلا توجه واحد وهو إنقاذ سورية والمحافظة على استقلالها”.
هذا ووجه “الخطيب” في 2013 رسالة إلى نظام بشار الأسد، ويدعوه إلى التفكير في معاناة الشعب، لأن “الثورة السورية ستستمر”، وعرض إجراء محادثات مع ممثلين للنظام، كذلك بعث “الخطيب في عام 2013 برسالة خطية إلى “حسن نصر الله “أمين عام ميليشيا “حزب الله اللبناني”.
أورينت