في إطار موجة الغلاء التي تعصف بمناطق الشمال السوري والتي أدت لارتفاع أسعار كافة المواد والحاجات التي يتطلبها النازحون والمقيمون، وزادت من أعباء الحياة وهمومها على الأهالي خاصة سكان المخيمات.
يؤكد “إسماعيل الأحمد” وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي والمقيم في بلدة أطمة أن هناك معاناة ضخمة وضغطاً كبيراً لتأمين ربطة الخبز في هذه الفترة بسبب ارتفاع سعر الربطة من نوع الخبز المدعوم إذ أن سعرها وصل إلى 4 ليرات وربع وبـ10 أرغفة أما الخبز الغير مدعوم فيكون سعر الربطة ليرتين ونصف و5 أرغفة فقط.
ويتابع “إسماعيل الأحمد: حديثه فيقول” الخبز صحيح متوفر والحمد لله بس أحيانا مابكون معي حق ربطة وفي بعض الناس بتشتري نص ربطة والله شي بيحرق القلب “،ويلقي الأحمد باللوم على المسؤولين بارتفاع أسعار المواد عامة والخبز خاصة كونه المادة الأساسية في الغذاء فيقول “ازا قلنا ليش المواد والخبز غالي كتير بجاوبونا انو بسبب ارتفاع الدولار،والمسؤولين مو دايرين وبالآخر محدا مهتم بهالشعب”.
أثار انخفاض وزن ربطة الخبز وارتفاع سعرها في مناطق الشمال السوري ردود فعل شعبية غاضبة وألقوا بذلك اللوم على المسؤولين في المنطقة وطالبوهم بضرورة التدخل و إيجاد حل لهذه الأزمة خاصة أن الوضع الاقتصادي للأهالي متردي بشكل كبير والحالة المعيشية سيئة جدا.
وفي ذات السياق أكدت “فاطمة الحسن” وهي نازحة من ريف حلب والقاطنة في مخيم دير حسان أن وزن الربطة انخفض كثيرا مقابل ارتفاع سعرها بما لا يتناسب مع الظروف المعيشية الحالية والدخل المحدود لكافة السكان والنازحين فتقول متحدثة عن ذلك” كان وزن الربطة 700 غرام وسعرها ليرتين ونص وهلق خفضوا وزنها صار 450 غرام ولسه سعرها ليرتين ونص”.
وأشارت “فاطمة” إلى ضرورة تحرك الجهات المسؤولة لإعادة وزن الخبز وسعرها على ما كان عليه خاصة أنها مادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها مما يشكل ضغطا كبيرا على الخبز المدعوم باعتباره الحل الأفضل للأهالي في ظل هذا الارتفاع لسعر الخبز وانخفاض وزن الربطة فتقول فاطمة تعقيبا على ذلك” بهالغلا عم نحاول نأمن الخبز المدعوم بضل سعرو مناسب مقابل وزن الربطة”.
يرتبط ارتفاع سعر مادة الخبز بقيمة العملة التركية المتداولة في الشمال السوري ونتيجة لتراجع الليرة التركية مقابل ارتفاع تصريف الدولار الأمريكي الأمر الذي يضاعف من معاناة الأهالي ويثقل كاهلهم وسط واقع معيشي يرثى له ما دفع البعض للتعامل بالدولار خوفا من الخسارة في ظل انهيار الليرة التركية المستمر.
كما يرتبط ارتفاع سعر مادة الخبز بارتفاع المواد المستخدمة في تصنيعه لاسيما الطحين المادة الأساسية اللازمة لتصنيعه إضافة إلى الخميرة لذلك يتحدث خالد الطالب النازح من ريف حماة الشمالي والمالك لأحد الأفران في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي فيقول” صار من المستحيل استيراد الطحين بسبب الرسوم المفروضة عليه وانو اشتريه من السوق الحر فأسعارو رح تكون مضاعفة خاصة في احتكار من التجار وبعض الشركات لهالمادة لهيك الربح كتير قليل”.
وتابع خالد الطالب حديثه عن هذا الموضوع وارتباط ارتفاع سعر مادة الخبز بمادة المازوت والتي تتزايد أسعاره بشكل مستمر وأشار إلى كمية المصاريف التي تستخدم لإنتاج الخبز بدءا من كيس النايلون إلى الطحين والخميرة واليد العاملة والمحروقات إلى غير ذلك مما يشكل أعباء إضافية على مالكي الأفران ويعود عليهم بالربح القليل وسط هذا الغلاء.
ويؤكد الطالب على ضرورة مساندة السلطات المختصة مساندة مالكي الأفران وتوفير مادة الطحين بالسعر المناسب وباقي المواد الضرورية لإنتاجه كالمحروقات وغيرها بأسعار تتناسب مع سعر الخبز مما يخفف العبء على المستهلك والمنتج.
وتبقى أزمة الخبز وتوفره بأسعار مناسبة هي واحدة من بين مئات الأزمات التي يواجهها السكان في الشمال السوري فهل من حل لهذه الأزمة يخفف من معاناة الأهالي ويُحسن من ظروف حياتهم في ظل الظروف المأساوية الراهنة خاصة في فصل بارد يعتبرونه أكثر الفصول قساوة وتعبا.
قصة خبرية/خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع