غالباً ما تُقدم مقاربة مقلوبة لتصورات الحل في سورية، موضحا أنه يجري الآن تداول خطط وتصورات مرحلية وموضعية من نوع خطة المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا لوقف القتال في حلب، ويذكّر كتاب وسياسيون بأهمية “الحفاظ على الدولة” في سورية والفصل بينها وبين نظام بشار الأسد، فيما لا يمانع معارضون بقاء الرئيس الحالي في منصبه إذا أوقف التدمير وسمح بعودة اللاجئين ما يتيح الانطلاق إلى مرحلة جديدة من عملية التغيير الطويلة في البلاد، ورأى الكاتب أنه مع اقتراب إيران، الراعي الأكبر والأشرس لبشار الأسد، من تحقيق انتصار تاريخي بتوقيعها الاتفاق النووي مع الغرب، يبدو شديد الاغتراب عن الواقع وعن فهم ألف باء السياسة في هذا الجزء من العالم، من يتصور للحظة أن الأسد سيقبل بأقل من رؤية رؤوس أعدائه مرفوعة على الحراب، مؤكدا أنه واهم بالقدر ذاته من يظن أن النظام الذي كرس جزءاً مهماً من حربه على السوريين لفرض تغيير ديموغرافي في المناطق التي يعتبرها مفيدة له، سيقبل بعودة اللاجئين إلى بيوتهم، ولفت الكاتب إلى أنه أمام الطريق المسدود الذي بلغته الثورة، قد تلاقي محاولات ترميم صورة “النظام السوري” بعض النجاح عن طريق ربط مصيره بالصفقة الكبرى الأميركية – الإيرانية، منوها إلى أن ذلك سيعيد التأكيد على ما يتجاهله دعاة “الحفاظ على الدولة ومؤسساتها” من أن النظام هو الدولة والدولة هي النظام ولا يمكن التفريق بينهما إلا في افتراضات ذهنية لا مكان لها في الواقع.
حسام عيتاني صحيفة الشرق الأوسط