أمريكا ترفض إقامة حظر جوي في سوريا منذ خمسة سنوات، ولكنها فرضته دون تردد فوق سماء حلفائها وحدات حماية الشعب الكردية، دون انتظار قرار دولي، كما هي العادة، ولكن هذا ما تقتضيه المصالح الأمريكية.
أثار قصف الطيران السوري لمواقع الأسايش الكردية، المدعومة من القوات الأمريكية، حفيظة الجانب الأمريكية، واغضب البنتاغون، والإدارة الأمريكية، وفق ما ذكر موقع CNN.
وهدد مسؤولون أميركيون النظام السوري، بإسقاط أي طائرة تحلّق فوق الحسكة، لا سيما المناطق القريبة من القوات الأمريكية، وبالفعل حاولت القوات الأمريكية التواصل مع الطائرة السورية التي نفذت الغارة، ولكن لم يكن هناك أي رد.
حيث ذكر جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاغون، أن قوات التحالف الدولي أرسلت، في خطوة غير مسبوقة، طائرات إلى محيط مدينة الحسكة، شمال شرق سوريا لحماية عناصر من القوات الأمريكية الخاصة الموجودة هناك، من غارات الطائرات السورية.
وذكر المتحدث أنه طلب من الروس إبلاغ النظام السوري بأن الطيران الأمريكي سيدافع عن قواته على الأرض إذا اقتضى الأمر.
هذا ويعتبر القرار الأمريكي منافياً للسياسة التي اتبعتها خلال السنوات الخمس الماضية، فقد سعت المعارضة السورية وأصدقاء الشعب السوري، وخصوصاً تركيا إلى فرض حظر جوي، لا سيما في الشمال، لكن دون جدوى، إذ كان الرد الأمريكي بالرفض.
ومما لاشك فيه تغير المصالح اليوم، ووجود قوات أمريكية على الأراضي السورية في منطقة الحسكة، وكذلك تعاون المليشيات الكردية وقوات الأسايش الكردية، واعتبارها حليف الأمريكان، فكان لا بد من التدخل وتهديد الطيران السوري .
هذا الموقف يوضح استهتار الإدارة الأمريكية بالشعب السوري، الذي يباد بطائرات روسية، إلا أنها لم تبد موقفاً واضحاً وحازماً تجاه هذه الإبادة، سوى التنديد والاستنكار، التي لم ولن توقف الدماء.
أمية برس