تشير دراسة جديدة أجراها خبراء في السياسة الخارجية الأمريكية، نشرتها مجلة “أتلانتك” الأمريكية، إلى أن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية تعتمد على خريطة الصراعات المحتملة لعام 2015 في جميع أنحاء العالم.
وهذه الدراسة التي تجرى سنوياً تحت إشراف “مركز العمل الوقائي” التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، أشارت إلى أن هناك احتمال تصعيد في الحرب السورية، كما أن العنف في العراق بين ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” والجيش العراقي، وبين السنة والشيعة على نطاق أوسع، سيحتل أولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة في السنة المقبلة أيضاً.
ويقول المؤلف الرئيسي لتقرير الدراسة “بول ستيرز”، إن هذه الخريطة عبارة عن صورة رمزية ملونة “للمواقع التي ستجذب اهتمام الولايات المتحدة ومواردها” في العام المقبل.
وتشمل السيناريوهات المحتملة الأخرى ذات الأولوية العالية على هجوم كبير على الولايات المتحدة أو حليف لها؛ وهجوم إلكتروني على البنية التحتية الأمريكية؛ وأزمة تتعلق بكوريا الشمالية؛ واحتمال توجيه ضربات عسكرية إسرائيلية ضد المواقع النووية الإيرانية؛ ومواجهة بين الصين وجيرانها على المطالب الإقليمية في بحر الصين الجنوبي؛ وتزايد عدم الاستقرار في أفغانستان.
تجدر الإشارة إلى أن هذه السيناريوهات تشتمل أيضاً على حالتين من الحالات الطارئة التي لم يشر إليها تقرير العام الماضي، وهما: تكثيف القتال بين القوات الأوكرانية والميليشيات المدعومة من روسيا في أوكرانيا، وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأوضح ستيرز قائلاً: “إن الطريقة التي يصنف بها الناس الأهمية النسبية لهذه الصراعات مثيرة للاهتمام، ويعتبر خطر التدخل العسكري الأمريكي والانتشار النووي والإرهاب بمثابة المعايير الرئيسية للطريقة التي يستخدمها معظم الناس للحكم بأهمية أحد الصراعات بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة، وتقع الاهتمامات الإنسانية بالتأكيد في أسفل القائمة من حيث التسلسل الهرمي للمصالح”.
يذكر أن هذه الخريطة لا تُبين أشد الأماكن عنفاً في عام 2015، أو البقعة التي ستكون فيها هذه الاضطرابات أكثر زعزعة للاستقرار أو إحداثاً للتحولات، فهي ليست نتاج برمجيات متطورة للتنبؤ ببؤر التوتر القادمة في العالم، وإنما تعطينا رؤية واسعة للعالم من خلال عدسة الأمن القومي للولايات المتحدة؛ فهي انعكاس للقلق الحالي بين الخبراء أكثر منه توقعاً بالتطورات المستقبلية، فنتائج التقرير، على حد قول ستير، “غالباً ما تكون مجرد استقراء للماضي القريب”.