على أمل اللقاء يعيش الشبان السوريون حياتهم العاطفية بين الخائف والمتردد من أن يحاول أن يبني حياته ويؤسسها مع فتاة من مناطق أخرى تقبع تحت سيطرة قوة تختلف عن القوة المسيطرة على أرضه المتواجد عليها، وتظل تلك العلاقات تحفها المخاوف والقلق ولا يقدم عليها إلا القليل.
عبر الأنترنت تعرف “أحمد” ذو العشرين عاماً المنحدر من مدينة إدلب على فتاة من مدينة دمشق، وبعدما بدأت تربطهم علاقة صداقة استمرت لأشهر تطورت تلك العلاقة لحب يربطهما ويجمعهما على أمل أن يكتمل ذلك الحب بالزواج، لكن ظروف الحرب والحدود المفروضة داخل البلد الواحد تحول دون ذلك.
يقول أحمد وفي عينيه بريقٌ من أمل “من يقول أن الأنترنت لا يحمل المشاعر؟، ففي سوريا يحمل الأنترنت مشاعرنا ويوصلها إلى أماكن بعيدة منذ أكثر من عشر سنوات، فالغائبون والمهاجرون وأهلنا المبعدون وحتى علاقات الحب عبر الأنترنت أصبحت تحمل المشاعر والأشواق”.
ويكمل أحمد “كنت خائفاً كثيراً من أن تنقلب صداقتنا أنا وسندس إلى علاقة تحمل مشاعر الحب، خصوصاً أنني أعيش في إدلب المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة وهي تعيش في منطقة تسيطر عليها قوات النظام، ولا سبيل للوصول بين المنطقتين”.
تحول ما يربط أحمد وسندس إلى محبة قوية، ومشاعر تنتقل بين إدلب ودمشق عبر مسجات مكتوبة واتصالات صوتية، وعلى أمل الزواج في يوم من الأيام يستمر تواصل الطرفين، رغم أن ذلك الأمل ضعيف نوعاً ما.
يقول أحمد “أنا مقتنع جداً بتلك العلاقة والترابط بيننا، ورغم البعد نشعر أننا نعيش سوياً ولا حواجز أو حدود بيننا، فالتواصل الروحي أقوى وأشد وقعاً بين اتصالات أخرى، ورغم ذلك وجدت صعوبات كبيرة في إقناع سندس بالارتباط ولكن بعد فترة اقتنعت بذلك وتم إخبار ذوينا بالأمر ليتحول الموضوع إلى خطبة رسمية”.
يجد الشبان بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة صعوبات كبيرة ويضعون حواجزاً قبل الإقدام على أية خطوة للارتباط، الأمر الذي قلل نسبة الزواج بين الطرفين في تلك المناطق وجعله معقداً جداً، خاصة مع استحالة أن تكون الخطبة تقليدية بحضور الطرفين، في حين تنحصر تلك الخطب على القرابة أو الصداقة التي تربط العوائل ببعضها.
إبراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع