وأضاف التقرير الذي أعده للصحيفة آفي أشر-سخابيرو من داخل سوريا أنه مهما غالى الشخص في وصف الآثار النفسية والبدنية المدمرة للحرمان من الطعام خلال رمضان فإنه لن يوفي ذلك حقه.
وأوضح أنه خلال هذا الشهر تحدث إلى مدنيين جوعى في كثير من أنحاء سوريا وأبلغوه أنهم يحاولون تجميع ما يجدونه ليتناولوه معا خلال الإفطار، لكنه شحيح لا يسد الرمق.
تجويع وقصف
وفوق ذلك، يأتي قصف النظام بالبراميل المتفجرة وغيرها ليضاعف معاناة هؤلاء الناس. ففي بلدة دارياجنوبي دمشق نقل التقرير عن شخص (ورد فيه باسم محمد) قوله إنه نادرا ما يغادر الغرفة التي يعيش فيها خوفا من البراميل المتفجرة التي ترميها مروحيات النظام يوميا على رؤوسهم.
وذكر التقرير أن محمدا لا يزال قادرا على توفير وجبة الإفطار من قليل من البرغل والأرز، لكنه لا يستطيع الخروج إلى حقول لا تبعد أكثر من بضعة مئات من الأمتار من منزله اعتاد جلب بعض الخضراوات منها، وذلك بسبب قصف الجيش السوري المستمر لهذه الحقول.
وقال أيضا إن قوافل الطعام التي تبعث بها الأمم المتحدة ومنظمات العون الإنساني الأجنبية على فترات متباعدة تبلغ أحيانا ثلاثة أشهر تساعد قليلا في كبح المجاعة حتى لا تبلغ حدودها القصوى.
خوف وملل وجوع
ونقل التقرير عمن سماه حسينا من مضايا قوله إنه يعيش حياته تحت الحصار في خوف وملل وجوع مستمر وإنه فقد خمسين رطلا من وزنه خلال الشتاء الماضي، لكنه رغم ذلك يعتبر نفسه من المحظوظين لأن هناك 46 شخصا قضوا بسبب الجوع في البلدة في ديسمبر/كانون الأول المنصرم.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي تقاعس عن تعهده بإسقاط الطعام من الجو بحلول الأول من يونيو/حزيران الماضي إذا لم يوافق نظام الأسد على السماح بمرور المعونات برا، معلقا بأن المجتمع الدولي مهتم فقط بمحاربة تنظيم الدولة ويهادن نظام الأسد الذي يحاصر أغلب المحاصرين بالبلاد.
ونقل عن المحاصرين قولهم إن رمضان كان قبل الحرب الأهلية أسعد شهور السنة، حيث تطبخ كل أسرة أصنافا مختلفة من الطعام ويتهادى الجيران الأطعمة ساعة الإفطار، أما الآن فلا يوجد طعام أصلا، والناس لا يستطيعون المشي في الطرقات لإلقاء التحية على جيرانهم.