قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن “الأزمة السورية ستنتهي برحيل الأسد، إما بعملية سياسية أو بالسلاح”، وإن موقف المملكة تجاه الأزمة السورية متقارب مع موقف واشنطن، فكلاهما متفقان على “ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة ورحيل رأس النظام”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الجبير في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، بمقر السفارة السعودية في العاصمة الأميركية “واشنطن”، عقب اجتماع بين الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، الأمير “محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”، بالبيت الأبيض، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأشار الجبير إلى أن المملكة تسعى للحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة، وأنها طالبت بتدخل عسكري في سوريا منذ البداية لحماية المدنيين، وأن “الأزمة ستنتهي بدون بشار الأسد، إما بعملية سياسية أو بالسلاح”.
وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، قال الجبير إن التحالف الذي تقوده المملكة “يبذل قصارى الجهد لتقليص الخسائر في اليمن.. نحن نريد حلًا سياسيًا يؤدي لإطلاق مرحلة انتقالية ثم إعادة الإعمار”.
كما شدد وزير الخارجية السعودي على أن “الإمارات دولة أساسية في تحالف استعادة الشرعية باليمن، وأن موقفها في التحالف واضح جدًا وهي ملتزمة وليس لدينا شك في ذلك”.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي “أنور بن محمد قرقاش”، قال خلال محاضرة ألقاها مساء الأربعاء الماضي بحضور محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، إن الحرب في اليمن انتهت بالنسبة لبلاده، إلا أنه في اليوم التالي كتب عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مؤكدًا أن قوات بلاده الموجودة في اليمن “مستمرة في أداء دورها مع السعودية حتى إعلان التحالف انتهاء الحرب”.
كما اتهم الجبير إيران، بـ “العمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، والسعي لتصدير ثورتها، ودعم الإرهاب”، وقال “إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وتصدر الإرهاب، ولا تغيير في موقفنا تجاهها”.
وأضاف أن “طهران تشعل الفتن الطائفية في المنطقة وتنتهج سلوكًا عدوانيًا”، مطالبًا إياها بـ “احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين”.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة “مشهد” شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام الرياض لـ “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.
وقال الجبير “إن اجتماع ولي ولي العهد بالرئيس الأمريكي كان بناءً وهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة”، مشيرًا أن زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى واشنطن كانت “مثمرة وإيجابية”، وأن المحادثات الثنائية تناولت ملفات المنطقة وعدة ملفات أخرى.
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن وفد ولي ولي العهد أجرى عدة لقاءات في واشنطن، منها ما كان مع رجال أعمال وممثلين لمؤسسات ولشركات أميركية، وأخرى مع مسؤولين في غرفة التجارة والصناعة ومجموعة من الوزراء، وأخرى مع الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة.
لافتًا إلى أن اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين ترمي إلى تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وتوضيح رؤية السعودية للعام 2030، مؤكّدًا أن الردود كانت “إيجابية جدًا”.
ووصل وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، الأمير “محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود” إلى الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، في زيارة رسمية هي الثالثة له خلال عام.
ويبحث ولي ولي العهد خلال الزيارة عددًا من الملفات الاستراتيجية، تشمل العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون الأمني، ومتابعة نتائج القمة الخليجية التي شارك فيها الرئيس الأميركي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالرياض (أبريل/ نيسان الماضي)، وقضايا إقليمية خاصة بالأزمة السورية والوضع في اليمن والعراق وليبيا، إضافة إلى مكافحة الإرهاب، وجهود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق.
وسبق أن زار ولي ولي العهد السعودي أمريكا مرتين، إحداهما في مايو /أيار 2015 ، حيث التقى أبواما حينها مع كل من ولي العهد محمد بن نايف، ومحمد بن سلمان، قبل انعقاد قمة كامب ديفيد لمناقشة العلاقات الأمريكية الخليجية، فيما جاءت زيارته الثانية في سبتمبر /أيلول الماضي ضمن الزيارة التي قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز .
الأناضول