الجامعة العربية في حاجة ماسة إلى مؤتمر تأسيسي يعيد إليها أهميتها بعد فشلها على مدار أكثر من نصف قرن في حل أي قضية.
وقالت تقارير نقلا عن مصادر دبلوماسية إن وزراء دول مجلس التعاون عقدوا اجتماعًا مغلقًا لمناقشة تحفظ قطر على أبوالغيط.
وعقب انتهاء الاجتماع، طلب الوزراء الخليجيون انضمام سامح شكري وزير الخارجية المصري، لإعلامه بنتائج الاجتماع.
وذكرت المصادر أن قطر أصرت على تقديم المرشح المصري اعتذارا رسميا لدولة قطر على ما وصفته بـ”هجومه غير المبرر” عليها، قبل الموافقة عليه كأمين عام للجامعة العربية.
إلا أنه تم الاتفاق في نهاية الاجتماع على اختيار أبوالغيط بتوافق الدول العربية، مع تسجيل تحفظ قطر، ودون اعتماد الأغلبية في التصويت.
واعترضت قطر على اختيار أبوالغيط بحجة “مواقفه العدائية” السابقة ضد الدوحة، وطالبت بإرجاء التصويت على ترشيح أبوالغيط لمدة شهر إلى حين حدوث توافق على اسم المرشح الجديد.
ولم تنجح الجامعة العربية في التعاطي بإيجابية مع مؤشرات كثيرة تدفعها إلى أن تطور أداءها لتكون في مستوى التحديات التي تعيشها المنطقة العربية، وكان آخر تلك المؤشرات قرار المغرب تأجيل القمة العربية الحالية إلى موعد لاحق.
واستمرت الجامعة بالتعاطي الإجرائي والشكلي مع مختلف القضايا من ذلك المرور إلى اختيار بديل للأمين العام المتخلي نبيل العربي دون برنامج أو شروط سوى أن يكون مصريا، وكأن قدر الجامعة أن تكون مكانا مريحا لتقاعد وزراء خارجية مصر السابقين.
وقال محللون إن مشكلة الجامعة العربية أنها تتعاطى مع الملفات بعقلية بيروقراطية باردة ومملة، وإنها تجري تحالفات وصفقات من وراء الستار للاتفاق على القضايا الجزئية مثل اختيار أمين عام لإرضاء مصر التي تحتضن مقر الجامعة، فيما تغمض الأعين عن التعاطي مع ملفات سياسية وأمنية مصيرية يعيشها العرب ويمكن أن تؤثر على مستقبلهم مثلما يجري حاليا في سوريا أو ليبيا أواليمن.
وبان فشل الجامعة في الملف السوري كأوضح صورة، حيث ظلت الدول الأعضاء تتعامل مع الأزمة الداخلية من خلال المناكفة والاصطفاف، وبدل أن تبادر إلى تبني حل سياسي عربي منذ الانطلاق، فتحت الباب للتدخل الخارجي ثم أصبحت تبحث عن أدوار ثانوية من الخلف.
وأشاروا إلى أن الجامعة العربية في حاجة ماسة إلى مؤتمر تأسيسي يعيد إليها أهميتها بعد فشلها على مدار أكثر من نصف قرن في حل أي قضية.
ولا يوجد موقف موحد للدول الأعضاء في الجامعة للدفاع عن رؤية مشتركة لحل سياسي يقوم على التمسك بوحدة الأراضي السورية، وتركت تفاصيل الحل لروسيا والولايات المتحدة. والأمر نفسه مرشح لأن يحدث في ليبيا، حيث حالت الخلافات دون دور عربي أكبر لمواجهة المجموعات المتشددة، ومساعدة المؤسسات الليبية الوليدة على القيام بدورها، وفتحت الباب أمام التدخل الخارجي ليضع اتفاقا يراعي مصالح الغرب أولا.
وحتى في القضايا الجزئية، فإن الخلافات لا تغيب عن الاجتماعات العربية مثلما حصل أمس قبل اختيار أبوالغيط أمينا عاما جديدا.
العرب