“كنت أتجولُ في أحد شوارع مدينة هامبورغ لتستوقفني معشوقتي الأولى والوحيدة “علبة المتة” كنت قد أصبت بالذهول، هل وصلت علبة المتة ألمانيا!!؟
فهذا المشروب لا يعرفه الألمان مطلقاً.
دخلت لأشتريها مسرعاً وكلّي شوق لمذاقها المحبب عندي..
أحمد أحد مهجري الريف الإدلبي، سافر نحو ألمانيا منذ قرابة الأربع سنوات لكنه لم يعد يشعر بالغربة كثيراً، فجميع الأكلات المحببة الخاصة بسوريا باتت متوفرة بكثرة في الاتحاد الأوروبي.
يكمل “أحمد” حديثه والضحكة تملأ وجنتيه حتى “المكدوس” بات متوفراً عندي بفضل المتاجر السورية الكثيرة هنا، لطالما كنت أشتهي المكدوس على الإفطار وأذكره كثيراً، حتى اللبنة المفضلة والمربيات السورية لم تعد تنقصنا هنا”.
الشارع العربي في برلين
أطلقت الجالية العربية على شارع “سونينالي” في برلين اسم الشارع العربي، نظراً للأعداد الكبيرة من المحلات العربية هناك، حتى غلب الطابع العربي على الشارع.
كان للسورين تواجداً كبيراً، محلات بقالة ومطاعم ومحال للحلويات السورية ومحال للتراث السوري والقطع الفنية.
يحكي “يوسف” عن تجربته في ذلك الشارع وما وفره له من تسهيلات: “ننزل لذلك الشارع ونشعر بقليل من الأمان والانتماء، وسهولة في التبضع دون حاجتنا للارتباك مع اللغة الألمانية، فالبائعون هنا من الجالية العربية وجميع متطلباتنا من البضائع تأتي عن طريق شحن التجار لها من الدول العربية”.
وأضاف: “المطاعم السورية خاصة تعمل على توفير جميع الأكلات السورية بميزاتها ونكهتها الفريدة مهما كانت بسيطة وسهلة، كمطعم “فلافل لاميرا” الذي نال شهرةً كبيرة وإقبالاً شديداً من الجالية السورية، افتتح المطعم في “هامبورغ” بداية 2015 ونظراً للإقبال الشديد افتتح أصحاب المطعم فرعاً آخر في المدينة ذاتها”.
وقال محمد أبو سعيد (أحد المساهمين في تلك المطاعم): أنّ هدفهم هو توفير النكهة المطابقة لما كانت عليه في سوريا.
ويوماً بعد يوم، يكمل السوريون إثباتهم للعالم أنهم قادرون على التكيّف وإثبات الذات، وقدرتهم على نقل الصورة السورية الحسنة والمشاريع البسيطة لكسب لقمة العيش من التعب والاجتهاد.
إبراهيم الخطيب/المركز الصحفي السوري