لينا الخطيب – صحيفة الحياة اللندنية
الأسد أدرك اليوم أنه لن يستطيع القضاء على هذا تنظيم “داعش” وحده، وأصبح بالتالي معتمداً على رعاة الأسد الخارجيين – روسيا وإيران و”حزب الله” – من أجل البقاء، وهكذا، أصبح الصراع السوري معركة وجودية للنظام على حساب سورية نفسها، ولفتت الكاتبة إلى أن رعاة الأسد أنفسهم بالغوا أيضاً في تقدير قوتهم، فقد ظنّ كلٌّ من إيران وروسيا و”حزب الله” أن أموالهم وأسلحتهم ومقاتليهم سيسحقون الجيش السوري الحر والمجموعات السنيّة الجهادية الكثيرة التي ظهرت في سورية طوال فترة الصراع، موضحة أن هذا الأمر قد كان سوء تقدير آخر أسفر عن تكبيد الرعاة الأجانب خسائر كبيرة، ما أدّى بدوره إلى اعتمادهم على المرتزقة لدعمهم في المعركة، أما اليوم، فترى الكاتبة أن وجود المرتزقة السوريين، مثل “قوات الدفاع الوطني” (ميليشيات المواطنين التي يدعمها النظام) والمرتزقة الأجانب من أفغانستان وغيرها، أصبح لا غنى عنه للنظام وحلفائه، لكن قبضة الأسد وإيران وروسيا على هؤلاء المرتزقة بدأت تضعف، بعد ظهور أمراء حرب بينهم لديهم طموحاتهم وأجنداتهم المستقلة الخاصة، وخلصت الكاتبة إلى أنه بدل استخلاص العبر من الماضي، يكرّر المجتمع الدولي في حالة سورية الأخطاء السابقة عن غير قصد، ويدفع كلٌّ من سورية والغرب غالياً ثمن التدخّل وعدم التدخّل، وما تصريح جون كيري بضرورة التفاوض مع الأسد في نهاية المطاف إلا أهم الأثمان التي تدفعها سورية نتيجة قصر النظر الأميركي.