إنّه زمن الكورونا وفيه یزداد الشوق للأحبة والأصدقاء، فما بالك بمن ھم وراء البحار, كذلك كان ﷴ-اسمٌ مستعارٌ- الذي یشارف الاربعین من عمره‘ أبٌ لثلاث بناتٍ، یعیش في فرنسا مع أسرتھ الصغیرة، لم تكن كارثة الكورونا سھلةً عليه، وقد قرر العودة لوطنه المغرب بمجرّد فتح الحدود مباشرة، فقد بلغ منھ الشوق مبلغھ, وبینما ھو یفكر ھاتفھ أخوه قائلاً
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
-السلام علیكم أخي أمنا مریضة جدا وتحتاج للعلاج أحتاج للمال من فضلك فحالتھا تزداد سوءا .
-وعلیكم السلام؛ سأرسل لك بعض المال غداً وخذ أمي للمشفى.
-سأفعل شكرا لك.
وھكذا قام ﷴ بإرسال ما قدره ملیوني سنتیم رغبةً في علاج أمھ المریضة، ولم یمر الكثیر من الوقت حتى جاءه اتصالٌ اخر من أخيه یخبره أن المال الذي أرسلھ قد سرق منھ، وبالتالي لم یصطحب أمھ للمشفى بعد، فكر ﷴ ملیاً، وأخبر أخوه أن یذھب لمنزلھ في مدینة فاس بالمغرب، ویأخذ ما یحتاج من المال ویُحكم إقفال باب الخزانة والمنزل جیدا.
مرت أیامٌ على ذلك وقد بدأت الأم تستعید عافیتھا ، وصادف ذلك أن جاء الفرج وقد تقرر فتح الحدود بین الدولتین، عزم ﷴ على السفر للمغرب لزیارة اھلھ، وصل أخیراً لكنھ وجد ما لم یكن بالحسبان لقد وجد بیتھ في فوضى عارمة، ھرول الى غرفة نومھ ولم تسلم ھي الأخرى من الفوضى لیصدم صدمة ذھبت بلبه، لقد وجد خزانة المال مفتوحةً وفارغةً، سُرقت؛ وكانت تحوي ثلاثون ملیوناً مغربياً، لم یتحمل الصدمة وسقط مغشیا علیھ إلى أن رآه الجیران وساعدوه، لقد تلقّى صفعةً مدوّيةً في أول یومٍ من أیامھ بالوطن، لم يقف الأمر عن هذا الحد، لیتلقى الصدمة الكبرى عندما اكتشف بعد ذلك أن ابني أخيه وابنة أختھ ھم من قاموا بسرقتھ.
بلّغ الشرطة بما حدث قبل أن يكتشف تورّط عائلته، الذين قاموا بابتزازه وتھدیده بالقتل مرارا إن لم یتراجع عن دعوتھ التي أقامها ضد سارقيه، إلا أنه لم یتراجع بل كان ذلك یزیده تمسكا بحقھ، وقد قام برفع صوتھ على مواقع التواصل و حكى قصتھ بالتفصیل وأنزل صور المجرمين قيد المتابعة ، وبعد بحثٍ طویلٍ استطاعت الشرطة القبض على المجرمین واستطاعوا كذلك استرجاع مبلغ 6 ملایین ما تبقى من المبلغ كاملا وھم ما زالوا قید التحقیق.
يصادفنا في الحياة كثيرٌ من القصص التي تشبه قصة ﷴ ممن طعنوا من أقرب الناس إليهم بعد أن وثقوا بھم فلم یكونوا أھلا للثقة ..لكن ذلك يقودنا إلى ضرورة أخذ الحذر في التعامل مع الآخرين .. لا أن نفقد الثقة بمن حولنا .. فالنفوس معرّضةٌ للضعف مجبولةٌ على التّغير .. والمعصوم من عصمه الله.
صليحة اضبيّب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع