ذكرت صحيفة “التليجراف” البريطانية أن نقاط القوة الاقتصادية والعسكرية, التي تمتلكها السعودية، والتي ظهرت بوضوح في “عاصفة الحزم”, تجعلها مؤهلة لزعامة العالمين العربي والإسلامي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 6 مايو أن “عاصفة الحزم” أظهرت مدى تطور القوة العسكرية, التي تمتلكها السعودية, حيث أمر الملك سلمان بن عبد العزيز بنشر 100 طائرة مقاتلة متطورة و150 ألف جندي من القوات البرية والبحرية، وفجرت مفاجأة مفادها أن هذه القوات هي أكبر قوة عسكرية مشتركة, استخدمتها دولة عربية منذ عقود . وتابعت الصحيفة أن السعودية تعتزم تعزيز دورها القيادي سواء في العالم الإسلامي أو في منطقة الشرق الأوسط, باستثمار 150 مليار دولار في تطوير وتوسيع قوتها العسكرية, مشيرة إلى أن الملك سلمان طور موقفا دفاعيا وحازما للسعودية, قادرا على التكيف مع الواقع المتغير, والاستجابة السريعة, لكثير من التحديات الجديدة, التي تواجه المملكة ومحيطها الإقليمي. وأشارت “التليجراف” إلى أنه مع تمدد إيران في المنطقة ومحاولتها إقامة دولة تابعة لها في اليمن, وضعت السعودية سياسات دفاعية جديدة تؤمن حدود المملكة، حتى وإن تطلب الأمر تنفيذ عمليات عسكرية خارج حدودها أيضا. وكان الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي قال في وقت سابق إن التغييرات الواسعة في مناصب الحكم بالمملكة تأتي في مرحلة مهمة تحوّلت فيها السعودية نحو “سياسة المبادرة بالفعل وعدم التردد”. وأضاف خاشقجي, المقرب من دوائر صنع القرار في السعودية, في تصريحات لقناة “الجزيرة” أن “هذه السياسة تحتاج إلى عزم وإلى حيوية، وأن الطاقم المحيط بالملك سلمان الآن طاقم من الشباب قوي ويستطيع أن يتحرك بسرعة”. وتابع أن كل التغييرات التي أجريت في المملكة تأتي في سياق مجموعة من الإشارات الإيجابية، وهي تعبر عن مرحلة تقودها السعودية من أجل إحلال السلام والأمن في المنطقة. ويعتقد خاشقجي أن السياسة الخارجية السعودية رُسمت من اللحظة التي أطلقت فيها “عاصفة الحزم” قبل عدة أسابيع وهي سياسة تقوم على المبادرة والقيادة، لافتا إلى أن هذه السياسة لقيت ترحيبا وتفاعلا. واستطرد ” سيكون هناك استمرار للسياسة التي انطلقت مع أول طلعة جوية قامت بها الطائرات السعودية ضد مواقع للحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح”. وفجر خاشقجي مفاجأة, قال فيها :” أهم أولوية لدى الرياض الآن تتمثل في طي صفحة إيران في عالمنا العربي، وهذه السياسة تباشر في اليمن وتقريبا تباشر الآن في سوريا”، مشيرا إلى أن “عاصفة حزم ما, بدأت في سوريا بقيادة السوريين أنفسهم, ما يستدعي اهتماما أكبر من السعودية, وغيرها من البلدان”. وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أجرى الأربعاء الموافق 29 إبريل تغييرات واسعة في مناصب الحكم في السعودية، وهو ما يدشن -حسب متابعين- مرحلة جديدة في الحكم في المملكة، بدأت بدفع عناصر شابة في مفاصل الحكم. وبمقتضى أمر ملكي, أصبح وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف, وليا للعهد، وهو أول أحفاد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية. وقد أعفى الملك سلمان بن عبد العزيز ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه، في حين احتفظ الأمير محمد بن نايف بمنصبه وزيرا للداخلية ورئيسا لمجلس الشئون السياسية والأمنية. وفي منصب ولي ولي العهد ترقى بالتغيير الجديد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهو شاب ثلاثيني برز نجمه وزيرا للدفاع خلال الأسابيع الماضية، ضمن إشرافه على عمليات “عاصفة الحزم” في اليمن. وتم أيضا تعيين عادل الجبير سفير المملكة السعودية لدى واشنطن وزيرا للخارجية، خلفا للأمير سعود الفيصل، الذي طلب إعفاءه بسبب ظروفه الصحية. وشملت التغييرات الأخرى المناصب التالية: تعيين الأمير منصور بن مقرن مستشارًا للملك سلمان بمرتبة وزير, تعيين المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح وزيرا للصحة, تعيين الدكتور مفرج بن سعد الحقباني وزيرا للعمل, تعيين خالد اليوسف رئيسا لديوان المظالم بمرتبة وزير, إعفاء الدكتور محمد بن سليمان الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط من منصبه, إعفاء عادل بن محمد فقيه وزير العمل من منصبه وتعيينه وزيرا للاقتصاد والتخطيط, إعفاء خالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي من منصبه وتعيينه وزير دولة وعضو مجلس الوزراء, تعيين خالد العيسى عضوا في مجلس الشئون السياسية والأمنية, تعيين حمد السويلم رئيسا للديوان الملكي بمرتبة وزير, تعيين عمرو رجب نائبا لرئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة, تعيين ناصر الشهراني نائبا لرئيس هيئة حقوق الإنسان بالمرتبة الممتازة, تعيين منصور المنصور مساعدا للرئيس العام لرعاية الشباب بالمرتبة الممتازة, إعفاء نائبة وزير التعليم نورة الفايز ونائب وزير التعليم حمد آل الشيخ من منصبيهما, وإعفاء عبد الرحمن الهزاع وتكليف عبد الله الجاسر بمنصب رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون. وقد شكلت عاصفة الحزم نقطة تحول عبّرت عن سياسة خارجية يقودها جيل جديد في المملكة العربية السعودية. وكان الملك سلمان دعا مواطني المملكة لمبايعة الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وذلك في قصر الحكم بالرياض بعد صلاة عشاء الأربعاء الموافق 29 إبريل، بحسب ما أفاد بيان للديوان الملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وتعد هذه ثاني مرة يتوجه فيها السعوديون لمبايعة ولي العهد وولي ولي العهد خلال 97 يوما فقط، فيما تعد سابقة في تاريخ المملكة. ووصفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية الأمير محمد بن نايف بأنه شخصية قوية, وأنه أخذ بيد من حديد على العناصر الإرهابية، ويعرف عنه سياسته الصارمة ضد إيران. ويرى كثيرون أن التغييرات الأخيرة بالسعودية تعكس نجاحات “عاصفة الحزم” باليمن, وتؤكد حرص الملك سلمان بن عبد العزيز على توسيع مشاركة الشباب في الحكم.
المصريون