المشهد الانساني:
توفي اليوم الرضيع عمر الشغري من مدينة دوما وطفل اخر رضيع في مخيم اليرموك؛ بسبب نقص الغذاء والدواء في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على الغوطة الشرقية منذ أكثر من عامين، فضلاً عن انتشار الامراض الوبائية كأورام الدم والنغف والسل ، في حين لم تتحرك منظمة الصحة العالمية بالشكل المطلوب للحد من انتشارهما ،وتٌعتبر أمراض الدم الأكثر شيوعاً في الغوطة هما اللوكيميا والليمفوما , إلى ذلك أكد رئيس مجلس إدارة مركز الرحمة السيد خالد سليمان إن المركز يعاني من نقص المستلزمات الطبية مع انقطاع دائم في الكهرباء بالإضافة إلى نقص الأجهزة المخبرية لإجراء التحليلات الطبية المناسبة.
وأضاف سليمان: “إن الطاقم الطبي يواجه صعوبات في التعامل مع مرضى أورام الدم وذلك للنقص في اليد العاملة الطبية وقلة مصادر الدعم”.
ونوه سليمان الى ان الاحصائيات التي اجراها المركز بينت ان 60 % من الحالات نساء و 25% اطفال و 15% رجال.
وفي مدينة حمص دخلت شاحنات محملة بالمواد الغذائية إلى حي الوعر الحمصي الذي يخضع لحصار خانق من قبل قوات الأسد ، و ذلك عقب دخول مساعدات إلى الحي أيضا في اليومين الماضيين ، ودخلت هذه المساعدات برفقة الهلال الأحمر السوري .
أما في مدينة الرقة فقد أفاد ناشطون ان تنظيم الدولة الإسلامية قام بإغلاق مقرات منظمة الهلال الاحمر، بعد افراغها مما تحتويه من مساعدات غذائية ، كما قام بمصادرة السيارات التابعة له.
اعتبرت عضو اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا “كارلا ديل بونتي” أن “القتل في سوريا يتم بدون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال، مشيرة إلى “انتشار عمليات التعذيب، التي قالت أنها تتم ببطء حتى يأتي الموت بطيئاً، وبعد أكبر قدر من العذاب والألم” ، على حد وصفها.
و أكدت”بونتي”، خلال تصريح صحفي في جنيف، نشرته عدة وكالات، أن الجرائم التي ترتكب في سوريا تفوق كل الجرائم التي تمت خلال حرب “يوغسلافيا” السابقة.
و من جهة أخرى، دعت “بونتي” بلادها”سويسرا” إلى استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، مؤكدة أن استضافتهم ستكون مؤقتة، لأنهم يريدون العودة إلى سوريا عقب انتهاء الصراع”.
وكانت لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، قد أعلنت أنها بدأت التحقيق حول الآلاف من الصور لأشخاص قتلوا في معتقلات النظام بعد التجويع والتعذيب، وأنها حصلت أكثر من “3000” شهادة مفصلة تشير إلى عدد هائل من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة تخصيص” 4 ملايين دولار “من صندوق الاستجابة الطارئة لإغاثة مئات الآلاف من النازحين في سوريا، وذلك في بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “أوتشا” اليوم.
وأشار البيان إلى أن “وكالات الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر السورية ومنظمات المجتمع المدني استطاعت فى إطار خطة الشتاء، التي تقدر تكلفتها بنحو 206 ملايين دولار وتستهدف 3.3 مليون شخص داخل سوريا، توفير مساعدات الشتاء، من بطانيات والملابس والوقود، إضافة للمال لمئات الآلاف في سوريا.
كذلك أكد البيان الذى نشره مكتب “أوتشا” الإقليمي بالقاهرة، إلى أن “العواصف التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط كان لها تأثير إنساني خاصة على النازحين داخلياً في سوريا، لافتاً إلى أوضاعهم السيئة بظل الظروف الجوية في فصل الشتاء والذي ازداد سوءاً بالنسبة للنازحين الذين يعيشون في خيام ومبان قيد الإنشاء ومباني أخرى غير مناسبة، ما يعرضهم للأمراض”. ولفت البيان إلى أن” خطة الشتاء تعاني نقصاً فى التمويل يقدر بنحو 70 مليون دولار”.
في السياق ذاته قالت منسقة أنشطة الامم المتحدة للشؤون الانسانية في لبنان روس ماونتن أن لا نية لتوطين النازحين السوريين في لبنان على الاطلاق ، ولدى مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين برامج لإعادة توطينهم في دول اخرى، والذين يرغبون بالعودة الى سوريا لا احد يمنعهم من العودة اليها.
وأضافت في تصريح اليوم بعد جولة على المشاريع التي تعنى بأوضاع النازحين السوريين والمجتمعات المحلية في شمال لبنان ان هناك اليوم أكثر من سبعة ملايين وخمسمئة ألف نازح سوري داخل سوريا ونحن نحاول ان نقوم بكل ما هو مستطاع وقدر الامكان داخلها وهناك برامج للأمم المتحدة ومساعدات تقدم داخل سوريا ايضا كي نتجنب خروجهم الى دول الجوار.
وفي بادرة ايجابية اتجاه اللاجئين السوريين من اجل تحسين ظروف معيشتهم في لبنان، قدمت الحكومة الألمانية 34,2 مليون يورو لدعم جهود اليونيسف المستمرة بدعم الأطفال المتضررين من الأزمة السورية في لبنان، و ذلك بغية توفير تعليم نظامي وغير نظامي جيد في بيئة آمنة ووقائية بالإضافة ضمان حصول الفتيات والفتيان والنساء على خدمات الحماية الملائمة.
و سيتم من خلال المنحة توفير الدعم الفني لوزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية من خلال بناء القدرات المؤسساتية. بالإضافة الى توفير إمكانية الوصول إلى فرص تعلم نظامية وغير نظامية لأكثر من 58,000 طفل معرض للخطر وتلقي حزم “العودة إلى التعلم” التي تحتوي على اللباس المدرسي وحقيبة مدرسية وقرطاسية. ويحصل أيضا 23,000 طفل لاجئ سوري بحاجة إلى دعم تعليمي إضافي على دروس تقوية لمساعدتهم على التغلب على العوائق التي تحول دون التسجيل في نظام التعليم اللبناني.
كما يوفر الدعم بمساعدة اليونيفل 38,000 طفل أنشطة تتناسب مع أعمارهم ومعلومات للمساعدة على خلق بيئة حامية للفتيات والفتيان خالية من العنف والاستغلال ومدركة لخدمات الحماية المتاحة، وذلك لمساعدتهم على استعادة بعض الشعور بالحياة الطبيعية. كما ستوفر “الأماكن الآمنة” الثابتة والمتنقلة ل 26,000 فتيات ونساء عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي في جميع أنحاء لبنان إمكانية الوصول إلى خدمات الوقاية والإحالة.
وعن لاجئي مخيم الزعتري في الأردن فقد فتتح في مقر الامم المتحدة مساء اليوم معرض صور حول مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن والذي تقيمه بعثتا الأردن وهولندا لدى الامم المتحدة بالاشتراك مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
أيضاً وضعت المؤسسة الخيرية الملكية حجر الأساس لمدرسة مملكة البحرين في مدينة أربد الاردنية البارحة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية.
كما قامت المؤسسة البحرينية بافتتاح مجمع البحرين السكني للاجئين السوريين بمخيم الأزرق بالأردن الذي يتضمن 1000 وحدة سكنية، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن.
كما أنشئت المؤسسة الخيرية الملكية في مخيم الزعتري مجمع مملكة البحرين العلمي الذي يضم أربعة مدارس حيث بلغ عدد الطلبة المسجلين فيها 9561 طالباً وطالبة وسيتم تخريج الفوج الأول من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة خلال الفصل الدراسي الجاري، كما قامت المؤسسة الخيرية الملكية بإنشاء مجمع مملكة البحرين السكني لإيواء أكثر من 3000 شخص، بالإضافة إلى إنشاء مركز مملكة البحرين الاجتماعي للإبداع.
في دولة الدنمارك، اعتصم عشرات السوريين اللاجئين لليوم الخامس على التوالي أمام مكتب الصليب الأحمر مطالبين الحكومة الدانماركية بتسريع الموافقة على الإقامة طلبات اللجوء لهم .
وحمل المعتصمون يافطات كتب عليها :” أين إقامتنا ..عائلاتنا تنتظرنا في سوريا ..،أولادنا يرسمون الموت في سوريا ،.نحن نشعر بالعزلة وعدم الاندماج هنا “.
كما أشار المعتصمون إلى أنهم ” سيستمرون في الاعتصام حتى تلبى طلباتهم محملين مديرة ” الكامب” مسؤولية التقصير في عدم التواصل مع إدارة الهجرة والاستفسار عن المشاكل العالقة “.
جدير بالذكر، ان البرلمان الدانماركي كان قد طرح مسودة قرارات تهدف إلى الحد من توافد اللاجئين إلى البلاد ، وإجراءات تصعب عملية اللجوء، بحسب مراقبين .
تمكنت فرق خفر السواحل التركية من إيقاف, 333 مهاجراً غير شرعي معظمهم من السوريين، كانوا يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر المتوسط، على متن سفينة تجارية تحمل علم جمهورية “توغو”، قبالة سواحل مدينة مرسين جنوب تركيا .
وقالت “ولاية مرسين” في بيان لها، نشرته وكالة الأناضول التركية، أمس الاثنين, أن قوات خفر السواحل رصدت في الآونة الأخيرة في منطقة شرق البحر المتوسط عمليات نقل لمهاجرين غير شرعيين إلى إيطاليا بواسطة سفن النقل التجارية، وأنها لاحظت نقل كميات كبيرة من الأغطية والمواد التموينية إلى سفينة “بورتشن” ،تفوق حاجة طاقم السفينة، كما لاحظت نقل عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين، من الساحل إلى السفينة بواسطة قوارب الصيد.