تشهد المنطقة شمال غرب البلاد الخارجة عن سيطرة النظام السوري والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة تردياً طال جوانب الحياة كافة.
كان لقطاع التعليم نصيب وافرٌ من التراجع والانهيار، فاقمته أزمة جائحة فيروس كورونا التي تضرب المنطقة وعموم بقاع العالم.
تعدُ المدارس بؤرة لانتشار الفيروس، وقد عمدت إدارة التعليم في المحرر إلى إجراءات الإغلاق على مدى عدة فترات، إلا أنها لم تفلح في كبح أعداد الإصابات والوفيات المتصاعدة لكوفيد-19.
ففي آخر إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة التابعة للحكومة المؤقتة، تم بالأمس تسجيل 93 إصابة جديدة ليصبح إجمالي الإصابات 19273، كما سجلت 3 وفيات جديدة ليصبح إجمالي الوفيات 279 حالة.
وحرصاً على حق التعليم والحفاظِ عليه، ظهرت حول العالم طريقة التعليم عن بعد عبر البث الحي على الإنترنت، وأثبتت الطريقة فعالية في معظم الدول، إلا أنها أبعد عن التطبيق بفعالية في الشمال السوري.
وكانت وزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة أعلنت عن عزمها الانتقال من التعليم الفيزيائي إلى عملية التعليم عن بعد في المدارس والمعاهد والجامعات العامة والخاصة اعتباراً من اليوم 19 كانون الأول ولغاية 15 كانون الثاني 2021، للحد من انتشار وباء كورونا في المنطقة.
وتواجه عملية التعليم عن بعد المتبعة حالياً في المناطق المحررة تحديات وصعوبات، أكبر بالمقارنة مع بقية الدول نظراً لسوء أوضاع المعيشية وعدم توفر هاتف وأجهزة حاسوب خاصة بهم يضاف إليها ضعف خدمات الكهرباء والانترنت.
وتعاني العملية التعليمية في المقام الأول قبيل انتشار كورونا، من كارثة الانقطاع القسري الذي تعود أسبابه للنزوح والتهجير والدعم الغير المنتظم للمنظمات لها واضطرار الأطفال لإعالة أسرهم في ظل الغلاء المعيشي، إضافة إلى انخفاض عدد المدارس نتيجة الاستهداف الممنهج للنظام للمؤسسات التعليمية، حيث أفادت منظمة “Save the Children”، إن أكثر من نصف مدارس إدلب، والبالغ عددها 1062 مدرسة تضرر أو تدمّر.
وقد بينت إحصائيات الأمم المتحدة عام 2019 أن نصف الأطفال بين سن خمسة و17 عامًا في سوريا محرومون من التعليم، أي أن هناك 2.1 مليون طفل بالداخل وسبعمئة ألف طفل لاجئ في دول الجوار محرومون من التعلم، في حين أن 1.3 مليون آخرين عرضة للتسرب من المدارس أو عدم تلقيهم التعليم.
كما أشارت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان في أيار الفائت أن أكثر من 2 مليون طفل في الشمال السوري بحاجة للتعليم، إلا أن 500 ألف منهم فقط يتلقون تعليماً بشكل منتظم والباقون حوالي مليون ونصف المليون طفل محرومون من التعلّم.
ويبقى التعلم الذي هو حق مشروع لكل طفل في العالم، حلماً للكثير من الأطفال السوريين الذي يقاسون ويلات الحرب وتبعاتها.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري