منذ أن ظهر فيروس كورونا، بدأ بالتأثير سلباً على كل نواحي الحياة دون استثناء، فَشلَ حركة العالم خلال أسابيع قليلة، أما التأثير الأكبر فقد كان من نصيب قطاع التعليم، فما كان من المدارس إلا أن اتجهت نحو حل وحيد وهو التعليم عن بعد .
لكن مدرسة جيل المستقبل الخاصة في حزانو بريف إدلب الشمالي، كانت تمتلك مشروع منصة رقمية قبل ظهور كورونا بأشهر، تعتمد في هذه المنصة على اتمتة كل المناهج التعليمية في المدرسة و تحويلها إلى كمبيوترات أو هواتف الطلبة بشكل سهل ومتاح .
التقينا الأستاذ عبد الباسط حبلص مدير المدرسة و قال لنا ” نحن نعتمد الأتمتة في التعليم قبل ظهور كورونا، لذلك حينما ظهر الوباء كنا جاهزين و تمكنا من التكيف بسرعة مع الظرف الجديد من خلال منصتنا الرقمية ” .
هذه المنصة الرقمية تعتمد على إنشاء موقع إلكتروني كبير للمدرسة يتم الوصول له عبر أيميل كل طالب أو مدرس و من ثم تصفحه و متابعة الدروس المصورة والممنتجة بكل سهولة و يسر، و ليس ذلك فقط بل تشمل زوايا للتفاعل بين الطلبة و المدرسين من خلال تقديم أوراق عمل على شكل واجبات مدرسية .
تابع الأستاذ عبد الباسط قائلاً ” طورنا من عمل المنصة و جعلناها تفاعلية من خلال محاكاة جلوس الطالب في البيت، و كأنه في المدرسة، و أنشأنا أوراق عمل و وظائف يتم حلها بشكل مباشر أمام الأستاذ ” .
ولفهم هذا الموضوع أكثر التقينا مع “صباح هللو ” معلمة و إدارية في المدرسة، تكلمنا بشيء من التفصيل عن المنصة الرقمية للمدرسة و آلية عملها من خلال تقديم الدروس مصورة و ممنهجة وكذلك آلية التفاعل بين الطلاب والمدرسين، فقد قالت ” المنصة تعتمد على التفاعل المباشر و قد صممت لتكون سهلة و بسيطة و تحاكي طموحات الأهالي و الطلاب في نفس الوقت ” .
أما العنصر الأهم في هذه الفكرة التفاعلية التي أطلقتها مدارس جيل المستقبل فهي الدروس التعليمية المصورة، فالمدرسة خصصت أحد غرف المدرسة كإستديو تصوير احترافي يسمى بعالم السينما والتصوير ” ستديو كروما ” حيث يقوم قسم الإعلام في المدرسة بمونتاج الدروس و إخراجها بأبهى حُلّة للمتلقي .
يبقى التعليم عن بعد حلاً مؤقتاً، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعوض عن التعليم المباشر، الذي يمتاز بالروحانية والتلامس الفكري المباشر بين المتلقي و المعطي، و هذا ما قاله لنا الأستاذ عبد الباسط في ختام اللقاء معه، فقد قال التعليم عن بعد أفضل من البعد عن التعليم، ولكنه لا يغني عنه أبدا .
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري