نشر موقع “ديبكا” العبري تقريراً سبق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى موسكو أوضح فيه أن زيارته تهدف للحصول على موافقة من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، بأن يشارك في التنسيق العسكري المتنامي أكثر من أي وقت مضى في هذه الأيام بين واشنطن وموسكو في سوريا والحرب على داعش.
وأضاف الموقع وثيق الصلة بالدوائر الاستخباراتية في تقرير ترجمته وطن أنه بناء على هذا الاتفاق يوافق “نتنياهو” على أن روسيا سوف تكون واحدة من الدول التي ستحاول التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن ترعى المحادثات المباشرة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حيث سيتم فتح هذا المسار عبر لقاء يعقد في موسكو أو جنيف، بمشاركة الولايات المتحدة، موضحا أن “نتنياهو” يريد أن ينضم إلى هذه الخطوة أيضا رئيس مصر “عبد الفتاح السيسي”.
وذكرت مصادر ديبكا في تل أبيب وموسكو أن هذا هو السبب الذي دفع وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” لعدم المشاركة في مؤتمر السلام الذي تم تنظيمه في نهاية الأسبوع الماضي، بقيادة الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” في باريس، كما أن غياب وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا عن مؤتمر باريس يرتبط بهذا التطور.
وهذا هو السبب أيضا في أنه خلال يوم الجمعة 3 يونيو الماضي عندما تجمعوا في مؤتمر باريس، نشرت خطة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف حل مشكلة المناطق المختلفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث هذا النهج يسمح بحل مكلة المستوطنات الإسرائيلية التي توجد في الضفة الغربية.
وأكّد الموقع أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن الخطة صدرت عن “بوغدانوف”، ذلك الرجل الهام في القيادة الروسية التي ترسم السياسة الروسية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحروب في سوريا والعراق وليبيا، وهي مشابهة جدا لبرنامج نشر قبل سنوات قليلة تبناه وزير الجيش الإسرائيلي الحالي “أفيغدور ليبرمان.”
وكانت خطة “ليبرمان” تقوم على إجراء محادثات حول نقل ملكية الأراضي في وسط إسرائيل ذات الكثافة السكانية العالية من جانب عرب إسرائيل إلى السيادة الفلسطينية، في مقابل اتفاق إعلان فلسطيني عن السيادة الإسرائيلية حول مناطق مختلفة تابعة للإسرائيليين في الضفة الغربية.
وقال “بوغدانوف” في مقابلة إن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأنها أيضا على استعداد للتوسط بين الفصائل الفلسطينية المختلفة بما فيها فتح وحماس لإتمام المصالحة.
وبينما قدم مؤتمر باريس الذي عقد بمبادرة من قبل الفرنسيين، أن الدوائر الفرنسية والأمريكية اتفقت على أن الرئيس أوباما سوف يستخدم نفوذه ضد نتنياهو وإسرائيل لعقد مؤتمر سلام دولي قبل مغادرته للبت الأبيض في نهاية العام الحالي، لذا فإن التفاهمات التي تحاك بين موسكو وتل أبيب خلال الوقت الراهن تحرك مواز مصمم فقط لمنع حدوث ضغط من قبل الفرنسيين والأمريكيين وصمم أيضا للتعبير عن دعم واشنطن لسلام إسرائيلي فلسطيني ينتقل من باريس إلى موسكو.
وطبقا لمصادر خاصة بموقع “ديبكا”، فإن هذه العملية تقوم أساسا على الخطوات الأولى التي أجريت في مجال التنسيق العسكري والسياسي بين واشنطن وموسكو في الحرب في سوريا، بما في ذلك ضد داعش، حيث يعتقد نتنياهو أن تزايد التعاون العسكري بين روسيا وإسرائيل في سوريا، يمكن أن يصبح جزءا من التفاهمات الروسية الأمريكية حول المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية.