كما تجمع العشرات في منطقة الترتر بولاية جنوب كردفان مرددين هتافات منددة بالغلاء والتردي المعيشي، وطالبوا بإسقاط النظام، لكن قوات أمنية فضت المظاهرة وفقا للشهود.
وساد الهدوء شوارع الخرطوم صباحا في خامس أيام الاحتجاجات، وذلك في ظل الإغلاق التام للجامعات والمدارس إثر قرار أصدرته السلطات أول أمس الجمعة، وانتشرت قرب الجامعات ناقلات داخلها عناصر من شرطة مكافحة الشغب يحملون هراوات وعبوات غاز مدمع.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سونا) أن السلطات “ضبطت خلية تخريبية تريد القيام بأعمال تخريبية في العاصمة كما حدث في مناطق أخرى”، مضيفة أن الخلية “تضم أعضاء في أحزاب معارضة ولديها اتصالات مع حركات متمردة”.
وفي مدينة القضارف (شرق) -التي شهدت احتجاجاتها سقوط قتلى في اليومين الماضيين- عادت المتاجر إلى العمل وسط انتشار جنود من الجيش.
الحكومة والمعارضة
وقال فيصل حسن إبراهيم مساعد الرئيس السوداني إن لجنة الأمن القومي كلفت الجيش بحماية الأماكن الإستراتيجية والممتلكات العامة والخاصة، مؤكدا أن قوات الشرطة والأمن ستتولى “التعامل مع المظاهرات”، مضيفا أن تجاوز الأزمات الاقتصادية الماثلة يتطلب وقتا.
في المقابل، قالت حركة “تحرير السودان” في دارفور إن “التصريحات التي أطلقها (مدير جهاز الأمن والمخابرات) صلاح قوش التي اتهم فيها حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور بممارسة التخريب والعنف في الانتفاضة التي عمت المدن السودانية هي دليل عجز وقلة حيلة ومحاولة يائسة لتبرير الفشل الذي لازم نظامه”.
وأضافت الحركة في بيان أنها ستواصل “مواجهة النظام” في مختلف الميادين السياسية والعسكرية والجماهيرية حتى تلحق به الهزيمة، بحسب تعبيرها.
واتهمت الحركة جهاز الأمن بالوقوف وراء “القتل وحرق الممتلكات العامة ونهب الثروات” لإجهاض ما سمتها ثورة الجياع، معتبرة أن تردي أوضاع السودان لا يمكن معالجته إلا “برحيل النظام”.
وأعلن رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي أمس سقوط 22 قتيلا واعتقال العشرات منذ الأربعاء جراء الاحتجاجات، ودعا إلى “تسيير موكب جامع تشترك فيه كل القوى السياسية والمدنية بأعلى ممثليها لتقديم مذكرة للرئاسة تقدم البديل”.
وأضاف “إذا النظام تجاوب فكان بها، وإذا رفض عليه أن يواجه غضبة الشعب، وسندعو إلى إضراب عام وبقية سيناريو الانتفاضة”.
المصدر : الجزيرة + وكالات