كشفت مصادر أميركية رفيعة أن “الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على المرحلة المقبلة المتعلّقة بسوريا والمتصلة بمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، وتسوية الأوضاع العسكرية المتعلقة بحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وجرّ العدد الأكبر من المنظمات المموّلة من دول المنطقة الى طاولة المفاوضات”.
ولا يمنع الاتفاق روسيا من الاستمرار في عملياتها العسكرية ضد المتطرفين وكل مَن يقاتل في صفوف تنظيمي القاعدة او الدولة الإسلامية اللذين تقول موسكو إنهما سيبقيان هدفين مشروعين لقواتها المسلحة إلى حين القضاء عليهما نهائيا.
وقالت المصادر إن الاتفاق الروسي-الأميركي اتفقتا ينص على حق الرئيس الاسد في ترشيح نفسه إذا رغب في ذلك، في الانتخابات المقبلة.
وترغب روسيا قبل ذلك في اعتراف المجتمع الدولي بشرعية الأسد، ولاحقا ضمان عدم ملاحقته مستقبلا او توجيه تهمة “مجرم حرب” له، ومن هنا يبقى الأمر بيد الأسد نفسه حول ما إذا أراد المضي في ترشيح نفسه في أي انتخابات رئاسية مقبلة من عدمه.
وأكدت المصادر أن روسيا وجهت سؤالا للاسد في وقت سابق بشأن ما إذا كان يرغب في خوض الانتخابات وإذا كان واثقا من الفوز بها.
وكان جواب الرئيس السوري بأنه يريد المشاركة في هذه الانتخابات وبأنه متأكد من فوزه بها أيضا.
وقالت المصادر إن الطرفين الروسي والأميركي عبرا عن موقف موحد تجاه هذه الانتخابات والأسماء التي يحق لها الترشح لخوضها مؤكدين أن الأمر “يتعلّق بالشعب السوري وحده”، وأن هذه الانتخابات لن تكون مصدر تجاذب بين القوتين وبين دول المنطقة.
وباتت واشنطن وموسكو على قناعة تامة بأن الطريق الوحيد أمام المجتمع الدولي لإسقاط الأسد ونظامه يمرّ عبر صناديق الاقتراع.
وكشفت نفس المصادر أن الاتفاق الأميركي الروسي حول تطورات الوضع السياسي السوري امتدّ ليشمل “شخصية رئيس الوزراء المقبل لسوريا مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية” على أن يكون شخصا تتوافق عليه الدولتان.
وقالت المصادر إن المؤشرات الأولية تؤكد أن رجل أعمال سوري معروف يمثّل المعارضة المعتدلة هو أحد أبرز المرشحين لرئاسة الوزراء وستكون له مهمّتان أساسيتان هما وضع دستور جديد للبلاد، والبدء بإعادة الإعمار والمصالحة الوطنية.
وقالت المصادر إن واشنطن وموسكو وضعتا بعين الاعتبار في الاتفاق صعوبة وقف إطلاق النار وتنفيذه بسبب وجود “منظمات تكفيرية سلفيّة ترفض المصالحة مثل ‘جبهة النصرة’ و’أحرار الشام’ وغيرهما”.
لكنّ البلدين اتفقا على “اعتبار كل من يرفض وقف النار برعاية الأمم المتحدة، عدوّا وهدفا مشروعا مهما كان مصدر تمويله أو مرجعيته السياسية الإقليمية”.
وبحسب المصادر فإن “أميركا أكدت لروسيا انها تحتاج لبعض الوقت لدمج منظمات متفرقة تعمل تحت رايات مختلفة لإقناعها بوقف النار ولتحويل السلاح نحو كلّ فصيل يريد الاستمرار بالقتال”.
ميدل ايس أونلاين