سلط الإعلام أضوائه على الطائفة اليزيدية في الأيام الماضية لما تتعرض له هذه الطائفة من محاربة و قتل و أحتجاز من قبل الدولة الإسلامية التي تخيرهم بين الإسلام أو القتل و التشريد أما عن نشأتهم إختلف المؤرخون حول بدء ظهور اليزيدية و هناك ثلاث روايات لنشأتهم
الاولى تقول نشأت اليزيدية سنة 132 هـ أثر انهيار الدولة الأموية، وقد كانت في بدايتها حركة سياسية تتبلور في حب يزيد بن معاوية ثم تحولت إلى طريقة عدوية نسبة إلى عدي بن مسافر و انحرفت حتى وصل الأمر إلى تقديس يزيد بن معاوية و أبليس الذي يطلقون عليه اسم طاووس ملك. أما هم يرفضون الربط بين اسم ديانتهم و يزيد بن معاوية،
وهناك رواية أخرى حولهم تقول اليزيدية هم بقايا الديانة الفارسية القديمة التى سُمِّيت بالزرادشتية نسبةً إلى “زرادشت” وسميت أيضاً بالثنوية بسبب قولها بإلهين “اثنين” هما النور والظلام. والنور يمثله فى هذه الديانة الغابرة، الإله (يزدان) بينما الظلام المستولى على العالم الآن يمثله (أهريمن) الذى صار اسمه عند اليزيدية “طاووس مَلَك” أو عزازيل. وهو الذى بحسب اعتقادهم انحدرت منه مِلَّة اليزيدية،
وهناك رواية ثالثة عن نشأتهم تقول إنهم اشتقوا اسمهم من بلدة فارسية كان اسمها “يزد” فكان لقبهم الأول (اليَزْديون) ولكن العامَّة من الناس حرَّفوه إلى (اليزيديون) واليزيدية.
ومن أهم معتقداتها: استنكار لعن يزيد خاصة، استنكارهم اللعن عامة حتى أنهم وقفوا أمام لعن إبليس في القرآن واستنكروا ذلك ، فطمسوا كل كلمة فيها لعن أو شيطان أو استعاذة، وأخذوا يقدسونه -أي أبليس – لأنه الموحد الأول عندهم و بقناعتهم هم ، حيث إنه لم يسجد لغير الله ، ولأنه بطل العصيان والتمرد
ومن المشايخ الإلهيين عندهم (الشيخادى) الذى فسَّره البعض: الشيخ هادى، ورجَّح البعض أنه (الشيخ عدى) فربطوا بينه وبين المتصوف المعروف “عدى بن مسافر” الذى كان من أصحاب عبد القادر الجيلانى، الإمام الصوفى الحنبلى (المتوفَّى 561 هجرية).
يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي، يصل التعدد عندهم إلى ست زوجات، يحرمون الكثير من الأطعمة، لهم أعياد خاصة كعيد المربعانية والقربان والجماعة، ولهم ليلة يسمونها (الليلة السوداء) حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور
تنتشر هذه الطائفة في المناطق النائية و الوعرة في سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق ويقطن أغلبهم في قضاء “سنجار”، و”شيخان”، و”الحمدانية”، ولهم جاليات في بعض الدول الأوروبية، لغتهم هي الكردية وبها كتبهم،
لاحقهم (الأتابكة) و (العثمانيين) لانهم أدعوا الاسلام ولم يلتزموا بشئ من تعاليمه و تعدادهم قرابة الأربعمائة ألف نسمة
كتبهم الجلوة ومصحف رَشْ ( الكتاب الأسود) . وكتاب الجلوة يتضمَّن ما خاطب به الله عباده اليزيدية، ومصحف رش فيه حديث خلق السماوات والأرض، ونزول طاووس مَلَك أو الشيطان إلى الأرض على حد زعمهم يقولون عند الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله، يصومون ثلاثة أيام من كل سنة وهي تصادف ميلاد يزيد بن معاوية يصلون في ليلة منتصف شعبان ويزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة، يعتقدون أن عدي بن مسافر هو الذي سيحاسب الناس يوم الحشر، وأنه سوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة، ويعتقد الإيزيديون أن إبليس هو ملك مقدس، ويسمونه “ملك طاووس″، وأنه رسول أرسله الله، ورمز للخير، لذلك يعتقد الكثيرون أن الإيزيديين هم “عبدة الشيطان”.