حسن 18 عاما .. شاب ذو وجه بشوش ووجنتين حمراويتين تكاد الإبتسامة لا تفارقه، ولد بإعاقة بصرية يعاني من مرض “الرقرقة” وعلى الرغم من ذلك لم تقصر أسرته في البحث عن بارقة أمل لعلاجه ولكن دون جدوى وأبت النظارات الطبية ألا تفارقه مدى الحياة.
يعاني حسن كثيراً من صعوبة القراءة فلا يستطيع الدراسة حتى يقرب الكتاب من عينيه وعندما يجهد نفسه في القراءة تؤلمه عيناه فإعاقته لا تحتاج إلى إجهاد عينيه أي أنه لا يستطيع ممارسة حياته ومستقبله كباقي أصدقائه.
كانت والدته خير معين له تقويه وتواسيه على ما هو به وخصوصاً عندما كان في المدرسة الإبتدائية بعض أصدقائه يسخرون منه وينادونه “يا أبو أربع عيون” كلماتهم تفطر قلب حسن لينهال بالبكاء ويخبر والدته بأنه لا يرغب بالعودة للمدرسة لأنه ليس كأصدقائه لكن والدته تعينه وتنصحه وتحفزه ليكمل مسيرته التعليمية.
وصل حسن رغم معاناته لمرحلة الشهادة الثانوية يطمح في النجاح وإتمام مسيرته الدراسية لكن دراسة البكلوريا تحتاج لجهد كبير من القراءة والحفظ كانت والدته وأخوته يقرأون له الدرس بصوت جهوري ويردد ورائهم حتى يحفظه غيباً .
هكذا أمضى حسن سنته الدراسية وقدم الأمتحان على أمل ألا يضيع الله تعبه وتعب عائلته وألا يشعر بالخيبة والانكسار أمام الناس والأقارب.
ليصبح الآن مع قوافل الناحجين في الشهادة الثانوية للفرع الأدبي في بلدة أرمناز وينتظر صدور المفاضلة للقبول الجامعي ليكافح في مسيرته الجامعية كما حلم.
حقاً الإعاقة ليست سبباً للفشل.. إنما الإصرار والإرادة تصنع المستحيل.
بقلم : عبير خطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع