دق مسؤولون أمميون في مجلس الأمن ناقوس الخطر إزاء أوضاع النازحين واللاجئين في سوريا، وحذر وكيل الإغاثة في الأمم المتحدة “غريفيثس” من شتاء قارس فيها، في حين وصلت مستويات الفقر لـ90 في المائة.
قال المبعوث الخاص لسوريا غير بيدرسون أن 12 مليون سوري مهجر كنازح أو لاجئ، يعانون من مستويات فقر تصل لـ90 في المائة، جاء ذلك خلال جلسة للأمم المتحدة الأربعاء 27 من تشرين الأول. وقال في إحاطته الافتراضية أمام أعضاء مجلس الأمن: “المسار الحالي للتطورات في سوريا مقلق للغاية، علينا الخروج من هذه الديناميكية.” ودعا لوقف العنف وحماية المدنيين والبنية التحتية، وإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وفقا للقرار 2254.
توسيع نطاق تقديم المساعدات
قال غرينفيثس ” نحن بحاجة إلى حقنة عاجلة من المساعدات المنقذة للحياة، خاصة وأن السوريين يستعدون لفصل الشتاء” . كما حثّ جميع الأطراف على ضمان استمرار المساعدات عبر الخطوط وتوزيعها دون تأخير. كما قالت منسقة الأمانة العامة للمؤتمر الوطني السيدة “منيرفا الباروكي” أن مشكلات السوريين بدءا من الدخل الشهري أو توفير أساسيات العائلة من ماء وكهرباء وغذاء ودواء، تسير للأسوأ. يتألف المؤتمر الوطني السوري من مجموعة من السوريات والسوريين داخل وخارج سوريا من تيارات مدنية مستقلة متنوعة، ترى قرار مجلس الأمن 2254 حلا للوضع السوري.
تصاعد العنف في سوريا
أشار “غريفيثس” لتصاعد العنف في أنحاء سوريا هذا الشهر، أدى لمقتل أطفال ونساء، كما ذكر أن قوات النظام قتلت 11 مدنيا، بمن فيهم أطفال المدارس، وأصيب 30، وتضرر سوق تدعمه الأمم المتحدة. وأكد أن الحياة صعبة للغاية والوضع الكارثي يزداد يوميا، بعد 10 سنوات من الصراع.
وأضاف “غرينفيثس” أن النازحين يواجهون أزمة مياه وتدهور غذائي وانتشار لفايروس كورونا الذي لاتزال معدلات التطعيم منه أقل من 2 في المئة. وقال: “يعيش ما يقرب من مليوني شخص في الشمال الغربي، معظمهم من النساء والأطفال في مخيمات، غالبا في ملاجئ مكتظة ومتهاوية، أو في وديان تغمرها المياه، أو على سفوح التلال الصخرية المعرّضة للعوامل الجوية.”
ممثل النظام يدعو لرفع العقوبات ويتحجج بتفجير دمشق
ادعى سفير النظام السوري في الأمم المتحدة “بسام الضباع” التزام نظامه بالحل السياسي القائم على الحوار الوطني-السوري بملكية وقيادة سورية. وطالب بعدم تدخل أطراف خارجية في عمل اللجنة أو محاولة عرقلتها من خلال فرض جداول زمنية مصطنعة، بما يتسق مع ” مع احترام سيادة واستقلال سوريا ووحدة وسلامة أراضيها التي أكدت عليها جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
كما ألقى الضباع بالمسؤولية عن تفجير دمشق الأخير في حافلة لمؤسسة الإنشاءات العسكرية، على من وصفهم ” تنظيمات إرهابية” لها صلة مع رعاة خارجيين. ودعا لرفع العقوبات القسرية التي تحرم السوريين من الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء ورعاية صحية وكهرباء ووقود، وإنهاء التواجد الأمريكي والتركي في سوريا.
أبو الغيط يحمل النظام المسؤولية
أعلن أمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال لقاء تلفزيوني على قناة صدى البلد المصرية الأربعاء 27 من تشرين الأول، عن دعم العراق والأردن والجزائر لعودة دمشق لمقعدها لجامعة الدول العربية دون تقديم طلبات رسمية بذلك. واتهم أبو الغيط رأس النظام السوري بإهانة النساء السوريات وتمكين الأجنبي الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي من دمشق. وأن الانفلات الحاصل بسوريا سببه رأس النظام.
السيسي يؤيد قرار مجلس الأمن الخاص بسوريا
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء 27 من تشرين الأول لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 كحل للأزمة السورية، ورفض ما أسماه فرض الحل على أرض الواقع. جاء ذلك خلال لقاء رئيس جمهورية رومانية في القاهرة وفقا لجريدة “الوطن” المصرية.
وسط هذه المباحثات الأممية والمؤتمرات، لا يزال سكان المخيمات في الشمال الغربي السوري يعانون أزمة حادة في مواجهة جائحة كورونا، وزيادة أعداد الإصابات اليومية. ومع اقتراب الشتاء ، ينتظر النازحون المزيد من المعاناة لافتقارهم مواد التدفئة، ويحاولون تقوية خيمهم وتجهيزها في وجه العواصف المطرية والبرد القارس. كما يعاني اللاجئون في تركيا والأردن ولبنان حملات ترحيل وتهديد بين الحين والآخر، مع إطلاق تصريحات متقطعة بإرجاعهم لمناطق سيطرة النظام، وسط التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن سوريا ليست آمنة لعودتهم.
تقرير خبري/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع