عمان- صارت تطورات الوضع في سوريا تثير قلق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في الوقت الذي لا يزال فيه البلد يبحث عن الصيغة التي تمكّنه من مواجهة هذه التطورات؛ فهل يواجهها بتطبيع العلاقة مع سوريا تطبيعا كاملا أم ينتظر خطوات دول الإقليم -وخاصة السعودية- ليحدّد وفقها مدى الاقتراب من دمشق أو مدى الابتعاد عنها؟وفق العرب اللندنية .
وأكد العاهل الأردني الأربعاء وجود تواصل بين بلاده وسوريا وروسيا، بشأن المخاطر الأمنية على حدود المملكة.
جاء ذلك خلال لقائه شيوخا ووجهاء وممثلين عن المجتمع المحلي في البادية الشمالية، وفق بيان للديوان الملكي.
وتقول أوساط سياسية أردنية إن الأردن صار أقرب إلى الرهان على خيار التقارب أكثر مع سوريا وروسيا لحل المشاكل الحدودية في مرحلة أولى،
وفي مرحلة ثانية معالجة موضوع اللاجئين والتمهيد لعودتهم دون انتظار مسار إقليمي أو دولي لحل هذه القضية التي تراكم الأعباء عليه خاصة بعد تراجع المساعدات الدولية.
◙ الأردن يحس بأن موقفه الداخلي والإقليمي يتراجع وليس له ما يستند إليه،
خاصة أنه عاد من قمة جدة بلا وعود محددة
وتشير الأوساط السياسية نفسها إلى أن الأردن لا يقدر على اتخاذ قرار واضح، فهو يحس بأن موقفه الداخلي والإقليمي يتراجع يوما بعد آخر ولا يجد ما يستطيع الاستناد إليه،
خاصة أنه قد عاد من قمة جدة بلا وعود محددة وتم تهميش مقترحه بشأن تشكيل “ناتو عربي” كان يريد من ورائه تأكيد أنه لا يزال فاعلا ضمن المقاربة الإقليمية في ما يتعلق بإيران وإسرائيل.
وتعتبر هذه الأوساط أن الأردن يسعى للتخلص من الأعباء التي فرضها عليه الدور الذي لعبه في الملف السوري خلال بداية الحرب،
خاصة أن الشركاء الإقليميين والدوليين قد رفعوا أيديهم عن الملف، حيث أصبحت الولايات المتحدة بلا التزامات ثابتة في سوريا، وغيّر الخليجيون استراتيجياتهم جذريا.
وفي ظل حالة القلق التي يعيشها بسبب التطورات الضاغطة في سوريا عاد الملك عبدالله الثاني إلى مخاطبة الشيوخ والوجهاء وتوجيه خطاب يتحدث عن خطوط حمر ويعكس مخاوف شديدة.
وقال العاهل الأردني “نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية بالمرصاد لأي تهديد قد يحيط بالوطن”، وتابع قائلا “التعليمات واضحة بهذا الشأن وخط أحمر لا يمكن التهاون فيها”.
وأضاف “هناك تواصل مع الجانبين السوري والروسي بشأن المخاطر الأمنية على الحدود”، دون تفاصيل أكثر.
ويقول مراقبون إن الملك عبدالله الثاني قدّم إلى الشيوخ والوجهاء صورة عن الوضع،
وإن الهدف من وراء ذلك التأكيد على أن التحديات الخارجية لا تسمح بأي تحركات داخلية أيا كان مبررها ومن أي جهة كانت،
وفي ذهنه وقوف العشائر إلى جانب الأمير حمزة بن الحسين في قضية “الفتنة”، وهي ملف لم يغلق بعد في ظل رفض ولي العهد السابق السكوت التام واستمراره في رفض محاولات التضييق عليه ومنعه من التواصل مع محيطه.
وفشلت مساعي الأردن لاستثمار الحرب التي تُشنّ على تهريب المخدرات من سوريا إلى دول الخليج في إقناع السعودية بأنه يخوض الحرب ضد عصابات المخدرات نيابة عنها، وإظهارها في صورة الحرب التي تقودها إيران وأذرعها في سوريا ولبنان، وهو ما يجب أن تقابله الرياض بتقديم الدعم اللازم له لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه.
وقال الأردن إن وحدات من الجيش السوري موالية لإيران وفصائل موالية لطهران تكثف محاولاتها لتهريب المخدرات.
وأضاف أنه يستعد لتصعيد المواجهة مع مهربين مسلحين يحاولون العبور بكميات كبيرة من المخدرات على امتداد الحدود الوعرة بين الأردن وسوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الأردني العقيد مصطفى الحياري في حديث لقناة “المملكة” المملوكة للدولة “نواجه حربا على هذه الحدود،
حرب مخدرات والتنظيمات الإيرانية. هذه التنظيمات هي أخطر لأنها تأتمر بأجندات خارجية وتستهدف الأمن الوطني الأردني”.
وخلّفت المواجهات 40 قتيلا على الأقل من المتسللين فضلا عن إصابة المئات منذ بداية العام،
معظمهم من البدو الرحل الذين تستعين بهم الفصائل المرتبطة بإيران التي تسيطر على جنوب سوريا.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع