صرح المبعوث الدولي السابق إلى سوريا “الأخضر الإبراهيمي” في حوار له مع صحيفة الوطن السعودية، بأن بشار الأسد لجأ إلى أسلوب خادع من خلال إستدراج “تنظيم الدولة” إلى الرقة، وتوجيه أنظار العالم إلى مايمارسه تنظيم الدولة الإسلامية، من أجل تحويل الأنظار عن ما يرتكبه من جرائم بحق الإنسانية، وأن إيران هي اللاعب الوحيد الذي يعمل على تأجيج الوضع في سوريا والعراق.
حيث صرح الإبراهيمي بالقول: “إن بشار الأسد أراد خداع العالم وإيهامه بأن البديل الوحيد لنظامه هو الإرهاب، من خلال استدراج تنظيم “داعش” إلى محافظة الرقة السورية، وفتح الباب أمامه لارتكاب كثير من الفظائع، حتى يدفع المجتمع الدولي إلى دعمه لمواجهة الإرهاب، أو على الأقل الكف عن محاربته وتضييق الخناق عليه”.
كما أكد الإبراهيمي على أن “النظام السوري خسر الكثير، حتى داخل البيئة الحاضنة له جراء استمرار أمد الأزمة والخراب الكبير الذي لحق بالبلاد، مشيرا إلى عدم وجود وجه مقارنة بين نظام الأسد ونظامَي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونظيره التونسي زين العابدين بن علي، لأن النظام السوري قائم على أسس أيديولوجية وعقائدية، كما أنه يتمتع بدعم عسكري واقتصادي قوي توفره له إيران وروسيا. إضافة إلى وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الطائفيين”.
و أضاف الإبراهيمي في إشارة منه إلى الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة قائلاً: “بوجود دور علني واضح تقوم به إيران لتأجيج الأزمة في سوريا والعراق، مؤكداً أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني له دور بارز في استمرار الأزمة السياسية في البلدين. وأن كل الميليشيات العراقية لها ارتباط وثيق الصلة بإيران”.
وأشار الإبراهيمي إلى أن النفوذ الإيراني في العراق يفوق بكثير النفوذ الأميركي، ونفوذه في سوريا أكبر من روسيا، محذرا مما وصفه بـ “صوملة سوريا”، عبر فتح الباب أمام جماعات متطرفة لخلق رؤية للرأي العام بأن ما تشهده سوريا إرهاب، وليس ثورة شعب ضد نظام قمعي.
كما أجاب الإبراهيمي على السؤال الذي وجه إليه عن مدى إيمانه بالربيع العربي قال: “الذي يحدث أمامنا يؤكد أنها مظاهرات، وحدث قمع من الأنظمة، ولكن المنطقة تتطلع إلى التغيير، والقيادات في كثير من البلاد العربية تستطيع قيادة التغيير إذا اعترفت بوجود نواقص كثيرة، وأحيانا لا تتعدى المطالب الحرية، والكرامة، وتوفير الغذاء، وهي مطالب مشروعة”.
تجدر الإشارة إلى أن تصريح الإبراهيمي هذا جاء بعد ماكان محاصراً بالقيود الدبلوماسية التي تعيقه عن قول حقيقة الأمور، وكأن المهمة التي يرسل المبعوث لأدائها تعيقه عن قول الحقيقة المقتنع فيها، ولايصرح بها إلا بعد إعلان عجزه عن الوصول إلى حل للأزمة.