ببعض الحلوى وقليل من الليرات، ماتت طفولة بريئة، وقتلت فطرة طفل لم يكن يدري في عمره إلا اللعب والمرح، كفراشة تتنقل بين زهور ، كزهرة تتفتح كل يوم لترى الحياة ، لكن هذه الزهرة، قطفتها يد آثمة، فذبلت نضارتها.
هناك على أحد الأرصفة المحيطة بالحديقة العامة وسط مدينة حلب يقف “محمد خير اليوسف” عنصراً في مليشيا لواء القدس الفلسطينية المدعومة روسياً ،
ينتظر مرور فريسته السهلة الاصطياد، ليغريها ببعض الحلوى و المال ويصطحبها لداخل الحديقة .
وجد الطفل الأمر ليست لعبة وأن المال ليس كرماً وتلك الابتسامة لم تكن حباً.وأن ذاك الرجل اللطيف ليس إلا وحش مفترس ينهش بجسده الصغير الضعيف لينتهك عرضه كما انتهكت الحرب حقوقه . وأن الحديقة التي لطالما كانت جنةً للأطفال قد تحولت لغابة موحشة كما تحولت البلد يفترس القوي فيها الضعيف
و تقطف الأزهار فيها كما تغتال فيها براءة الأطفال
لا مكان للألعاب هنا فالقبور تملأ المكان وشظايا الحرب أحرقت الأشجار وأبكت الأحجار على أطفالٍ شُردوا ويتّموا وسلبت أبسط حقوقهم ثم وقعوا فرائسَ لوحوشٍ بشرّية تجرّدت من كل معاني ومشاعر الإنسانيّة .
من المرعب التفكير في شعور طفل يجري اغتصابه وتعذيبه وربما قتله بأبشع الطرق، يستنجد بأمه و أبيه بصرخاتٍ تخفت مع خفوت نبضات قلبه الصغير، لكن بدون جدوى ، فلا الصرخات تجلب النجدة ولا الدموع تثير شفقة المفترس الهائج.
لم يكن “يوسف” المجرم الوحيد ، فقد شهد أهالي مدينة حلب اعتداءات وجرائم اغتصاب وقتل بحق الأطفال خاصةً أطفال النازحين واليتامى المشردين ارتكبها عناصر المليشيات الرديفة ومنهم كان القيادي التابع للمخابرات الجوية “أحمد مزنرة” المعروف لدى الأهالي باسم “سفاح المزنرة”
الذي تم الإفراج عنه في مدينة طرطوس بعد اعترافه على 14 جريمة اغتصاب وقتل بحق الأطفال
وقد تحدث عن طريقة استدراج الأطفال لأسطح المباني والتناوب على اغتصابهم مع أشخاص آخرين ثم قتلهم .
وشهدت مدينة حلب 26 حالة اغتصاب وقتل ، طفل قرب مشفى الجامعة، وطفل في حي سيف الدولة، و3 أطفال في حلب الجديدة، وطفل في شارع بارون، و11 حادثة اغتصاب في حي العرقوب من قبل حواجز تابعة لميليشيات الإمام الباقر الشيعية التابعة لإيران .
الكثير من جرائم الاغتصاب ارتكبت بحق نساء وأطفال ،
حيث أن مشافي حلب تستقبل ما يقارب حالتين يومياً من الإعتداء الجنسي غالباً لأطفال دون سن 12 سنة ،
اختلفت ردات فعل الأهالي بين خائف ساكت وغاضب يقدم الشكاوي أملاً بوضع حد لهذه الجرائم الشنعاء لكنها باتت دون جدوى ،
وتكتفي الشرطة بالرد بأنها ستلاحق الجاني، على الرغم من أن مكان تواجده معروف للجميع ومنذ سنوات يصول ويجول ويمارس الإنتهاكات على المدنيين.
ليس غريباً على نظام رأسه قاتل لمليون إنسان
على نظام جعل السارق الخوان حارساً والمجرم القاتل بطلاً والراقص الديوث معلماً .
سدرة منتهى