التزمت موسكو الصمت حيال الوضع في وادي بردى قرب دمشق، على رغم إشارة وسائل إعلام إلى استياء روسي بسبب التصعيد، وحرص ناطق عسكري في قاعدة «حميميم» على التأكيد أن «الانتهاكات محدودة ولا تؤثر في وقف النار»، في حين تحدث جنرال روسي سابق عن «قدرة موسكو على إعادة نشر وحدات أسطولها قرب شواطئ سورية إذا دعت الحاجة».
ولم يصدر في موسكو تعليق رسمي على تطورات الوضع في منطقة وادي بردى، وتجنبت وزارة الدفاع تأكيد أو نفي دخول ضباط روس إلى المنطقة، في حين أشارت وسائل إعلام حكومية إلى استياء روسي بسبب مواصلة التصعيد ومحاولات لمحاصرة الموقف.
وقال ناطق في «مركز المصالحة» التابع لقاعدة حميميم على الساحل السوري أن الساعات الـ24 الماضية شهدت وقوع 15 انتهاكاً من جانب قوات المعارضة في ريف دمشق وحماة وحلب واللاذقية. وأشار إلى أن مجريات الأيام الأخيرة دلّت على تراجع في حجم وعدد الخروقات لنظام وقف إطلاق النار المعلن في سورية بضمانة مشتركة من جانب روسيا وتركيا. لكن الناطق تجاهل، أمس، الإشارة إلى معطيات الجانب التركي حول انتهاكات وقعت من جانب النظام والقوات الحليفة له، خلافاً لبيانات سابقة اشتملت على معطيات قدمتها أنقرة في هذا الشأن.
وأعلن «مركز المصالحة» الروسي أن 10 تشكيلات مسلحة في محافظة حماة انضمت إلى الهدنة، موضحاً أن عدد التشكيلات المسلحة التي أعلنت التزامها بوقف العمليات القتالية في سورية وصل إلى 104.
في الأثناء، باشرت القوات البحرية الروسية في المتوسط استعدادات لتنفيذ أوامر انسحاب الجزء الأكبر من القطعات البحرية المرابطة قرب الشواطئ السورية. واعتبر الأميرال فيتشيسلاف بوبوف القائد السابق لأسطول بحر الشمال الذي يضم غالبية القطع البحرية المنوي سحبها وبينها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» والطراد الصاروخي النووي الثقيل «بطرس الأكبر»، أن مجموعة السفن الحربية التي ستغادر شرق البحر المتوسط، ستبقى متأهبة لعودة محتملة إلى الشاطئ السوري، موضحاً أن «المجموعة ستعود إلى تلك المنطقة إذا حدث أي أمر يهدد حل الأزمة السورية أو التسوية السياسية هناك». واعتبر أن الظروف الراهنة تسمح بإعادة المجموعة البحرية الروسية إلى قواعدها، لكن «هذا لا يعني انتهاء مهماتها».
وشدد الأميرال على أن «الحديث لا يدور عن سحب كامل للمجموعة العسكرية الروسية من سورية، بل عن تقليص جزئي لها، وذلك بعد تحقيق الهدف الأساسي لوجودها. لكنه شدد على أن «من السابق لأوانه الحديث عن إنجاز العملية العسكرية الروسية في سورية، أو عن انتهاء المشكلة السورية»، مضيفاً أن «مرحلة العمليات العسكرية الأساسية انتهت، وتبقى مهمة تقديم الدعم العسكري للحكومة السورية الشرعية، والعمل في مجال القضاء على الإرهابيين سيستمر».
سياسياً، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف بحث مع نظيره الفرنسي جان مارك إرولت، مساء الجمعة، أزمتي سورية وأوكرانيا.
وقالت أن الجانب الروسي أكد في المكالمة الهاتفية أن اللقاء المنتظر في آستانة يجب أن يكون «حلقة مكملة لمسار جنيف»، ويهدف إلى «جمع وتوحيد الأطراف التي تمتلك سيطرة على الأرض». وزادت أن لافروف شدد على أن اللقاء في عاصمة كازاخستان «يجب أن يجمع وراء طاولة المفاوضات كل من لديه القدرة الفعلية على تنفيذ الالتزامات».
الحياة