يعتبر الزواج مرحلة توافق للنفوس واستقرار للذات، وراحة لكلا الطرفين، فتندمج روحين في جسد واحد معاً، تحكي “فاطمة” التي تعمل في مركز دعم المرأة في بلدة حزانو شمال إدلب، تجربتها مع إحدى النساء المعنفات.
عادة ما تتم زيارة مركزنا من قبل النساء المعنفات، لكن لفت نظري أثناء المحاضرة امرأة في زاوية الجلسة منطوية عن الأخريات، انتظرت انتهاء المحاضرة و اقتربت منها مؤكدة عليها عدم الخروج من أجل التحدث معها فقد كان واضحاً الكلام من عينيها، ما إن جلسنا حتى سارعت بالكلام وكأنها كانت على انتظار لهذه اللحظة فلفظت ما كبتته سنين “.
اسمي ” رهف ” من مدينة بنش شرق إدلب، كنت في عمر العشرين عندما تقدم لي شاب ذو خلق ودين وسمعة حسنة، وفي عدة أيام تم تجهيز مراسم حفلة الخطوبة والزواج في آن واحد، في ليلة زفافي سمعت إطلاق رصاص وأصوات شجار حتى تبين أن ابن عمي الفاعل، مهدداً بقتل العريس إذا لم يتم طلاقي حالا، تطلقت قبل أن اتزوج فيما تم زواجي من ابن عمي بعد شهر من الحادثة، وفي يوم زفافي ما إن دخلت باب منزلي حتى انهال بالضرب المبرح على رأسي حتى أغمي علي، تكرر المشهد يوميا، حتى اعتدت ذلك.
تتابع رهف حديثها : ” مضت خمس سنين على زواجي ولم يتغير شيء إلا أنّي قد رزقت ثلاثة أطفال فأصبحت حياتي متكرسة لهم
متغاضية عن كسري وحرقة قلبي، ولم يكتف بذلك فما أمسى إلا أن دخل منزلي برفقة زوجته الجديدة ليعلن طلاقي على مسمعها، أخذت صغاري وخرجت من المنزل، و قهر الكون اجتمع في صدري، انهان قلبي وكُسر للمرة الألف.
استقريت في منزل والدي، لكن لم يكن الحال بالجيد بوجود زوجة أبي، وعندما تقدم لي أول رجل تمت موافقة زوجة أبي، وأقنعت والدي أيضاً، تم الزواج في أيام قليلة، امتلكني الخوف من تكرار تجربة زواجي السابق، لم يكن زوجي صاحب مهنة ولا عمل فقد كان من النوع عديم المسؤولية، محملاً لي كل عبء، قمت بالبحث عن عمل حتى وجدت عمل ذو دخل جيد.
ففي أغلب الأيام كان زوجي يبقى بحالة طبيعية إلى أن ينفذ المدخول، فيبدأ بضربي وضرب أطفالي وشتمهم بأنهم ” وجه الفقر ” لقد كان خياري الوحيد العمل يومياً لأسلم منه أنا وأطفالي.
تنهي رهف كلامها ” لقد رسم بمخيلتي أن الزواج هو الجحيم ومقاومة الحياة فقط، فلم أحس ولو لمرة أنني زوجة بل خادمة لا أكثر !! ” .
بقلم : سهير اسماعيل