يتجه السوريون في تركيا مع قدوم فصل الشتاء لشراء الحطب والفحم الحجري لاستخدامه في التدفئة، نتيجة غلاء فواتير الكهرباء، خاصة أن البيوت التي لا يوجد فيها تدفئة مركزية، يكون أجارها أقل.
مما يشجع السوريون لاستئجار هذه البيوت وبالتالي يُجبروا على الاعتماد على الفحم الحجري كوسيلة للتدفئة في أيام الشتاء الباردة.
يجد غالبية السوريين صعوبةً بتأمين تكاليف التدفئة على اختلاف أنواعها، مما يضطرهم إلى استخدام وسائل تدفئة رخيصة رغم مخاطرها ومساوئها، أهمها الفحم الحجري والذي تعتمد عليه العائلات السورية بشكل رئيسي، وخصوصًا ذات الدخل المحدود لتوفير التدفئة لهم.
كما تقول أم سالم المرأة الخمسينية وهي من ريف حماة الشرقي، ومعالم التعب والحزن ظاهرة على وجهها ” الكهربا غالية لهيك منشتري فحم وحطب للشتا بضل أرخص شي”.
لاسيما أن الدخل الشهري لعائلتها لا يغطي تكاليف الإيجار وفواتير الكهرباء والماء، مما يجبرهم على استخدام بقايا الثياب والبلاستيك التي يقومون بجمعها خلال الصيف، إضافة لشراء الحطب والفحم وهذا ما يزيد من متاعب الحياة وأعبائها على عائلتها.
وأضافت أم سالم بنبرة صوت يملؤها القلق “بضل قلقانة من صوبة الفحم لايختنقوا الولاد أو يحترق البيت” موضحة أن سوء استخدام الفحم الحجري وإغلاق النوافذ أثناء النوم قد يؤدي إلى التسمم وربما الوفاة، لذلك لابد للأهل أن يكونوا حريصين من هذه الناحية، حفاظاً على سلامة العائلة ومنع الأطفال من الاقتراب من المدفأة لأن استخدامهم الخاطئ للفحم يؤدي إلى الاختناق.
أما عادل الخطيب الرجل الأربعيني وهو من ريف حمص فيعتمد على الفحم كوسيلة للتدفئة فيقول ” أجار شغلي مابيسمحلي اني استأجر بيت فيه تدفئة مركزية لهيك بضطر استخدم صوبة الفحم” معتبراً أن ثمن الفحم والحطب رغم ذلك غالٍ جداً ويتم استهلاك الكيس الواحد خلال يومين أو ثلاثة، وربما أقل من ذلك أيام البرد الشديد، عدا عن التعب الذي ينتج من استخدام مدفأة الفحم والدخان المؤذي، لاسيما النوع الرديء من الفحم الذي يستخدمه معظم السوريون لأنه أرخص أنواع الفحم ثمناً.
كما يتحدث عادل عن معاناته في استئجاره لمنزل صغير للتخفيف من تكاليف التدفئة، فيستخدم أحياناً مدفأة الكهرباء الصغيرة مع الاعتناء بأوقات تشغيلها بسبب غلاء الكهرباء، فيقول “منشغل دفاية الكهربا الصبح اكتر شي بتكون الكهربا رخيصة لان من الساعة 4 العصر للساعه 10 بالليل بتصير غالية كتير”
فيستخدم مدفأة الحطب في الوقت الذي تكون فيه قيمة الكهرباء مضاعفة متحملاً مشاكل الفحم المتنوعة.
وتبقى سبل التدفئة متعددة في تركيا، يستخدم السوريون أرخصها بما يتناسب مع مستوى دخلهم المتدني، لتأمين الدفء لأسرهم في فصل يزيد من هموهم ويثقل كاهلهم محاولين تجاوز مصاعب أيام الشتاء القارس.
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع