لم تمض أسابيع قليلة على مشاهد احتفاء العسكريين الروس وخبراء الآثار بإطلاق عملية ترميم قوس النصر في تدمر، المدينة الأثرية التي دمرتها الحرب خلال الاشتباكات بين عامي 2015 – 2016 حتى توالت الاتهامات للروس بسرقة آثار المدينة الحضارية
سلّطت وسائل إعلام اليوم الجمعة، الضوء على سرقة العسكريين الروس عدداً من القطع الأثرية من مدينة تدمر ونقلها إلى متحف الارميتاج في روسيا الذي يتولى بموجب الاتفاقيات الموقعة مع المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019 بمهمة ترميم القطع الأثرية والمنحوتات الحجرية
ولم يكتف العسكريون الروس، بحسب التلفزيون العربي، بنهب 60 قطعة أثرية من تدمر إلى روسيا، بل نقلوا عدداً من القطع الأثرية من المدينة التاريخية إلى كنيستين شيّدتهما في بلدتي سقلبية ومحردة بريف حماة الغربي والشمالي أواخر عام 2021 وثقتها مشاهد مراسم الافتتاح المعلن لعدد من التيجان والأعمدة والحجارة الأثرية التدمرية.
ودون تعليق من النظام والروس على عملية إعادة تأهيل بعض المنحوتات خارج الأراضي السورية، برّر مدير متحف ارميتاج “ميخائيل بيوتروفسكي” في تشرين الثاني الماضي، وصول مرممي متحف الارميتاج إلى العاصمة العمانية مسقط لترميم ثلاث نقوش من تدمر من أصل مجموعة قطع أثرية لاعتبارات دبلوماسية، حسب وصفه.
يذكر أنّ عملية إعادة إعمار الأوابد الأثرية في تدمر، قد تستغرق عامين، بحسب تصريحات مديرة مشروع قوس النصر ونائب مديرية الأكاديمية الروسية لتاريخ الثقافة المادية “ناتاليا سولوفيوفا” ابتداءً من آذار/مارس المقبل.
احتفى العسكريون والجيولوجيون والمرممون الروس في الـ 20 من كانون الأول الماضي بحسب روسيا اليوم، بافتتاح أعمال ترميم قوس النصر الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني، بموجب الاتفاقية المعلنة بين وزارة الثقافة التابعة للنظام وجمعية صناعة الحجر الروسية.
ووفق سفير روسيا في دمشق “ألكسندر يفيموف” سيتم ترميم قوس النصر وفقاً لنموذج روسي رقمي ثلاثي الأبعاد، فيما يرى ناشطزن أنّه يمهد للتحضير لنهب آثار المدينة التاريخية المصنفة من قبل اليونسكو على لائحة التراث العالمي منذ العام 1980 كوسيلة لتسديد كلفة التدخل العسكري الروسي إلى جانب النظام منذ أيلول عام 2015.
تقرير خبري بقلم مجد سوري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع