تحدث الولي الفقيه مؤخرًا، خلال لقائه مع مسؤولي الملف النووي في نظامه عن تحديات يواجهها منذ عشرين عامًا، لكنه أخفى طبيعة هذه التحديات، التي يمثّل بعضها ، ويتحمل مسؤولية بعضها الآخر ، يستخدم الحيل والمناورات للتغلب عليها ، ولا يستطيع.
أراد خامنئي أن يكون الحمار الوحشي لولاية الفقيه نوويًّا، ليصول ويجول بلا رادع، ينشر الإرهاب، ويمارس الابتزاز في المنطقة والعالم.
و نشرت المقاومة الإيرانية في آب 2002 معلومات كشفتها منظمة مجاهدي خلق من داخل البلاد عن برنامج الملالي لصنع القنابل النووية، وضعت العالم في حالة تأهب، واعترف الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت بأن “القصة كلها بدأت عندما اكتشفنا أن النظام الإيراني يقوم بتخصيب اليورانيوم سرًّا” مشيرًا الى اتضاح هذه المسألة “عندما كشفت المعارضة الإيرانية ذلك” كما قالت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس بوش للأمن القومي أن المعارضة الإيرانية فضحت البرنامج النووي الإيراني ولم تكن وكالة الطاقة النووية على علم بذلك ، ليضيق وثاق الأزمة النووية على رقبة خامنئي ونظامه.
أخذ التحدي شكلًا آخر مع إصدار مجلس الأمن 6 قرارات ضد نظام الملالي ، لفرضه العقوبات ، وفتحه ملف الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج ، ليقلل من تقديم المهادنين المساعدة للديكتاتورية الدينية الحاكمة.
وضعت الأزمة النووية خامنئي على مفترق طرق ، يؤدي كل منها الى الهاوية ، الطريق الأولى هي الانصياع لمطالب المجتمع الدولي والوكالة، مما يعني التخلي عن البرنامج النووي وتدميره، وهو الخيار الذي يسمى في ثقافة النظام “تجرع كأس السم” او ما أسماه خامنئي “الانحلال اللامتناهي” الذي يبدأ بالتخلص من الأسلحة النووية، يمر بتفكيك الصواريخ، والحرس، وينتهي بالرفض الكامل لولاية الفقيه، فيما يتمثل المسار الثاني في مواصلة السباق النووي والمزيد من الصراع مع المجتمع الدولي.
اختار نظام الولي الفقيه “الإصرار على النووي” حسب قول خامنئي قبل أيام، وبالتالي استمرار وزيادة العقوبات والضغوط، والخنق الاقتصادي الذي يدفع فاتورته السواد الأعظم من الإيرانيين.
باستخدامه مصطلح التحدي يعني خامنئي الطريق المسدود، ويمكن رؤية المأزق بوضوح في الخطاب الذي ألقاه في 11 يونيو ، حيث ضرب ضربة على الحافر بقوله إنه “لا توجد مشكلة في الاتفاق” وأخرى على المسمار حين أكد رفضه المساس بالبنية التحتية للصناعة النووية.
كان للكشف المستمر عن البرنامج النووي الدور الأكبر في تعميق المأزق الذي يواجهه الملالي، وإفشال حيل ومناورات خامنئي في ظل تبلور ضغوط الرأي العام الأوروبي والأمريكي، وتتفاقم أوضاع حكم الولي الفقيه مع وقوف المجتمع الإيراني على عتبة الانفجار الذي تتزايد احتمالاته يومًا بعد يوم.