على خلفية تسريبات “أوراق بنما” كتب باتريك كوكبرن أن الفساد يلازم الإنسان دائما وأنه لم يتغير كثيرا منذ العصور القديمة.
ويرى الكاتب في مقال له بصحيفة إندبندنت أنه بالرغم من عدم وجود صلة واضحة بين إفشاءات أوراق بنما وصعود تنظيم الدولة والحروب التي تمزق عددا من الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن هذه التطورات الثلاثة ترتبط ارتباطا وثيقا بالنخب الحاكمة التي تختلس الثروة وتضعها في ملاذات ضريبية وملكيات خارجية، وبذلك تفقد المصداقية السياسية.
وخلص إلى أن الأفغان والعراقيين والسوريين العاديين لن يقاتلوا ويموتوا من أجل حكام يبغضونهم لأنهم محتالون.
وقال إن الصعود الكبير لتنظيم الدولة والقاعدة وطالبان في العراق وسوريا وأفغانستان لم يأت بسبب قوة وشعبية هذه الكيانات، ولكن لضعف وتراجع شعبية الحكومات التي تعارضها.
وأشار الكاتب إلى أمثلة فجة للفساد في بعض الدول التي مزقتها الحروب مثل العراق وسوريا وأفغانستان، وقال إنها قد تبدو كأنها أحداث تقع في كوكب آخر.
لكنه أردف بأن الأنظمة السياسية والاقتصادية في العراق وأفغانستان أُنشئت برعاية الولايات المتحدة وحلفائها مثل بريطانيا الذين كانوا من دعاة اقتصاديات السوق الحرة التي قد تزيد من عدم المساواة وتعود بالنفع على الأثرياء، مشيرا إلى أن كابل وبغداد كانتا مستباحتين أمام أي شخص في السلطة.
وخلص إلى أن أوراق بنما تعطي نظرة ثاقبة في الأسماء والآليات التي من خلالها تخفي النخب العالمية ثرواتها وتتهرب من دفع الضرائب عليها. وختم بأن تضارب مصالح النخب السياسية في الدول التي تحكمها قد أنتج بالفعل دولا فاشلة تدمرها الصراعات والحروب.
الجزيرة