يتكرر على إعلام النظام السوري ولسان مسؤوليه، وفي تصريحات داعميه من النظم الدكتاتورية، عبارات اللوم للغرب والشرق على التخاذل والتنمر على سوريا، والتأخر بالمساعدة بعد الزلزال، بل التأخر بإعادة الإعمار وضخ الأموال في سوريا لمساعدتها لتجاوز كارثة الزلزال الذي دمر نفوس السوريين وزاد مآسيهم وأعطى فرصة لضعاف النفوس من العربان، للبحث عن مخارج سياسية تساعد الأسد المتهالك للوقوف على قدميه من جديد.
الغرب والشرفاء لن يقوموا بالإعمار، فالنظام المتبجح بالنصر على المؤامرة، هو من يجب عليه الإعمار كما كان يعد ويصرح بشكل متكرر أثناء قيادته لآلة قتل السوريين وتدمير الحجر والإنسان، يجب أن نرى سوريا كما كانوا يصفونها وهم يدفعون المؤيدين للحرب على الشعب لقتل السوريين المطالبين بالحرية للكل، و تتناسى الدمى الحكومية والبرلمانية التي تحركها المخابرات بأن عملية إعادة الإعمار مرهونة بتغيير النظام سلوكه الاستبدادي الاضطهادي، مرهون بالتغيير السياسي.
تعتقد الدمى الحكومية السورية بأن الإعمار يقتصر على تجهيز بيت وتمديدات مياه حتى لو لم تجري فيها المياه، وتمديدات كهرباء من دون كهرباء وسكن حتى لو من دون ساكن، وشوارع دون ناس تمشي عليها، ويتناسون بأن الأمان الذي سلبه الإيراني الذي يستبيح دماء السوريين في كل مكان، الأمان الذي تغتصبه السلطات الأمنية وأدواتها التي صنعتها لقتل المطالبين بسوريا حرة، أكثر أهمية على الإطلاق من وجود البنية التحتية والإعمار بعد الزلزال وبعد سنوات التدمير والقتل بالآلة الأسدية.
فالأَولى هو طلب الأمان من قمع المخابرات فالنظام لا يتردد لحظة باعتقال أي شخص واتهامه بوهن نفسية الأمة وبإضعاف الشعور القومي لكل من يطالب بحق بسيط حتى لو كان طلب بعدم بيع سلة إغاثية أرسلت له من الأمم المتحدة.
المتوقع بعد سنوات التهجير والدمار والحصار الذي سبق الزلزال الذي جعل النظام أكثر فاشية ودكتاتورية على مؤيديه فشن حملات الاعتقال عمن تحدث عن بيع المعونات الأممية وتحويلها، الطحين الذي يرسل لسد فم جائع يتحول لرصاص يقتل وبارود يحاصر من بقي حيًّا ، الأموال الأممية الإغاثية تتحول لتصبح مكافأة للمجرميين والعصابات، التي بدأ صراخها يعلو قبل الزلزال، ليغير السادس من شباط أولويات النظام السوري والعصابة التي تدعمه، ويعطي الفرصة لإعادة الحديث بالإعمار وتأهيل الأسد المتهالك ، ويحاول البعض تجاهل مسبب وأسباب الدمار، ويتناسون بأننا نحتاج لهدم معارفنا التي تم تشكيلها كلها من الثقافة الاستبدادية وتقديس الأشخاص ، نحتاج أولًا لزج المجرمين في السجون ثم إعادة إنتاج جميع معارفنا وقيمنا من جديد وفق معايير عقلانية بعيدة عن مصالح السلطات والنظام الحاكم ، بناء قواعد الحقوق بناءً على القيمة الأساسية التي يتوجب علينا التوافق عليها وهي “المساواة” والعدالة وتغيير مقومات الاستبداد وأركانه بطرق عقلانية بخطط مدروسة بعدها نستطيع الحديث عن إعادة الإعمار ومطالبة الشرفاء بالتزاماتهم الأخلاقية تجاه الشعوب المضطهدة.
مقال رأي/ أكرم الأحمد