رغم أن إسرائيل الرسمية، التزمت الصمت حيال اغتيال الناشط اللبناني الموالي لـ”حزب الله”، سمير القنطار، بغارة جوية على دمشق، لكن إعلامها ألمح إلى وقوف سلاح الجو وراء العملية، متسائلاً حول طبيعة الرد الذي سينفذه “حزب الله”.
وفي هذا السياق، أشار المعلق العسكري في “القناة العاشرة”، ألون بن دافيد، إلى أن “أجهزة الأمن الإسرائيلية والمستوى السياسي فيها تلتزم الصمت حيال العملية، إلا أنه ليس واضحا بعد ماذا سيكون حجم ونوعية الاستعداد الإسرائيلي لمواجهة رد فعل من حزب الله”.
الأخير، بحسب بن دافيد، “سبق له أن رد على عملية اغتيال نجل عماد مغنية باستهداف موكب عسكري على الحدود اللبنانية مع إسرائيل أسفر يومها عن مقتل ضابط إسرائيلي”.
وكثفت صحف ومواقع إسرائيلية، الحديث عن نشاط القنطار بعد تحريره في صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل، لبناء شبكات لحزب الله، خلال السنوات الثلاث الأخيرة في الجانب السوري من هضبة الجولان، في سعي واضح لتوفير مبرر للعملية الإسرائيلية.
ورغم أن الإعلام، أسهب في إبراز عملية اغتيال القنطار، عبر الاختباء وراء ستار النقل عن مواقع عربية (المنار، مواقع سورية)، فقد ألمح المراسلون العسكريون، بشكل أقرب ما يكون إلى التصريح أن سلاح الجو الإسرائيلي هو من يقف وراء العملية.
كذلك، أبرز الإعلام الإسرائيلي، تفاصيل العملية التي نفذها القنطار قبل أربعين عاماً، في الجليل وأسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين.وقال مقدم البرنامج الصباحي في القناة العاشرة، غاي مروز متهكما: “صحيح أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن العملية، لكن من الواضح أن لا الحكومة الإسبانية ولا سلاح جوها يقفان خلف العملية”.
كما سارعت القنوات والمواقع الإسرائيلية إلى محاولة إجراء مقابلة مع إحدى عائلات قتلى العملية، لتنقل عن الإسرائيلية سمدار هدار، التي قتل زوجها في العملية تعليقها عن اغتيال القنطار بأنه تحقق “للعدل التاريخي”.
وجاء الصمت الإسرائيلي حيال عملية الاغتيال، رغم اعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أخيراً أن إسرائيل تقوم بعمليات داخل سورية من حين لآخر.
ومن الواضح أن العملية التي نفذتها إسرائيل، جاءت رغم التنسيق المعلن بين إسرائيل وروسيا في كل ما يتعلق بتقاسم الأجواء السورية، والحرص الإسرائيلي على ألا يؤدي النشاط الروسي في سورية، وخاصة انتشار سلاح الجو الروسي إلى تقييد حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية.
العربي الجديد