من المؤلم أن تكون من ذوي الاحتياجات الخاصة في أي مجتمع لا يعاني من مشاكل أمنية أو حروب، ولكن الأمر يصبح أشد ألما عندما يعاني مجتمعك من حرب طاحنة تاكل الأخضر واليابس.
من رحم هذه الفكرة البسيطة، خرج محمد شيخ الحدادين مدير مركز المعالجة الفيزيائية في إدلب ب فكرة غريبة على مدينة مثل إدلب حيث عرض على مجموعة من الشباب المبتورين إنشاء فريق كرة قدم لزرع الأمل في نفوس هؤلاء الشباب بعد الانكسار و الآلم.
تحدثنا مع محمد شيخ الحدادين مدير مركز المعالجة الفيزيائية في إدلب وقال ” هذه فكرة وجدت من العدم وقد كان الأمل كبيرا في نفوسنا لتطويرها والحمدلله خطونا خطوات جبارة في هذا المجال “.
يضم الفريق شبابا من كافة المدن السورية، تجمعوا في إدلب ومعظمهم كانوا قد تعالجوا في مركز إدلب للعلاج الفيزيائي، و بعضهم لا يزال حتى الآن يتلقى العلاج حيث فقدوا أطرافهم إثر استهدافهم في قصف النظام السوري للمدن السورية أو بسبب تفجيرات حدثت خلال سنوات الحرب.
التقينا أيضا مع محسن الحمصي، شاب حمصي مهجر إلى إدلب، خسر قدمة أثناء قصف طيران النظام السوري، الذي يتحدث عن تجربته مع فكرة إنشاء فريق حيث قال ” بعد طرح محمد الفكرة علي وافق على مضض، و لكن بعد أن أصبحت الفكرة حقيقة و واقع تغير كل شيء و أصبحت متعلقا بها كثيرا و أتمنى الآن أن يحصل الفريق على جهة تتبناه”.
أما في الملعب فالجميع يلتزم بالتعليمات والإجراءات التي يتخذها المدرب والمعالج محمد حدادين، فيما يخص فيروس كورونا فقد طلب منهم لبس الكمامات و الأكف وتعقيم الأيدي قبل و بعد التدريب كما طلب منهم تجنب الاحتكاك المباشر قدر المستطاع بعد أن اضطر لتقليص فترة التدريب من مرتين أسبوعيا إلى مرة واحدة فقط.
وفي هذا الخصوص قال لنا الحدادين ” بعد ظهور فيروس كورونا أصبح اجتماع الفريق يحدث مرة واحدة أسبوعيا بدل المرتين، لقد اتخذنا خطوات حازمة للحفاظ على صحة الجميع وضمان عدم انتقال الفيروس”.
من خلال متابعة لعب الفريق، تجد الإصرار والتحدي في عيون الجميع فالكل يصرخ و يشجع والكل مثابر وملتزم، حيث أن محمد لا يترك أي كبيرة أو صغيرة دون أن يلقي النصائح والملاحظات لأعضاء فريقه.
يبقى الأمل هو الدافع والهاجس الأكبر لهؤلاء الشباب لكي يشقوا طريقهم إلى المستقبل ليكونوا فاعلين ومتفاعلين مع مجتمعهم، ولكن كل ما يعوزهم هو بعض الدعم فقط.
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري