لندن ـ «القدس العربي»: قالت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، إن أوروبا باتت الآن بؤرة تفشي وباء فيروس «كورونا»، الذي حصد أرواح خمسة آلاف في جميع أنحاء العالم، واصفة الأمر بأنه «منعطف مأسوي».
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، إن أكثر من 132 ألف حالة إصابة سجلت في 123 دولة منذ ظهور الفيروس في كانون الأول/ ديسمبر في مدينة ووهان وسط الصين.
وقال في جنيف «أوروبا باتت الآن بؤرة تفشي الوباء في ظل عدد أكبر من حالات الإصابة والوفيات المعلن عنها من باقي العالم باستثناء الصين».
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اتهم سابقاً بالتقليل من خطورة فيروس كورونا المستجد، حالة الطوارئ الجمعة في الولايات المتحدة بهدف مواجهة الوباء.
وقال ترامب من حديقة البيت الأبيض «بهدف إطلاق القدرة الكاملة للموارد الحكومية الاتحادية، أعلن رسمياً حال الطوارئ الوطنية».
12 ألف إصابة جديدة… 250 وفاة في يوم واحد في إيطاليا… وإجراءات عالمية شديدة
وارتفع عدد الإصابات المسجلة لفيروس كورونا عالمياً إلى حوالى 12000 بين مساء الخميس ومساء الجمعة، ليصل إلى 142897 إصابة، في حين وصل عدد الوفيات عالمياً إلى 5375.
وتستمر إيطاليا وإيران بتسجيل أعلى الأعداد بالإصابات والوفيات، إذ سجلت الأولى حوالى 2547 إصابة جديدة ليصل المجموع إلى 17660، و250 حالة وفاة (المجموع 1266). أما إيران فسجلت 1289 إصابة جديدة (11364) و85 وفاة في يوم.
وتزداد الإصابات في جميع أنحاء أوروبا بسرعة كبيرة، ووصلت في اسبانيا إلى 4334 إصابة و122 حالة وفاة، في حين تتبعها ألمانيا (3481) وفرنسا (2876) وسويسرا (1137)، إلى جانب عدد من الدول التي يزداد عدد الإصابات الجديدة فيها يوميا. وسجلت بريطانيا 208 إصابات جديدة، أمس الجمعة، بعد يوم من إعلان الحكومة احتمال إصابة ما بين 5000 إلى 10000 شخص.
وأعلن رئيس الوزراء البولندي أمس الجمعة، أن بلاده ستمنع دخول الأجانب، وتعلق رحلات الطيران والقطارات الدولية اعتبارا من غد الأحد، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وبعدما أغلقت دول أوروبية بشكل تام أو جزئي حدودها بشكل منفصل، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على الاتحاد الأوروبي فرض قيود مشددة على حدود منطقة شنغن التي تضم 26 بلداً أوروبياً، وإغلاقها في المناطق الأكثر تضرراً.
وقال ماكرون في تغريدة له في تويتر أمس الجمعة إنه اتفق خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عقد قمة «استثنائية» لزعماء مجموعة السبع الكبرى عبر دائرة تليفزيونية مغلقة يوم الإثنين المقبل.
ونقلت وكالة أنباء بلومبرغ عن ماكرون قوله إننا «سننسق الجهود البحثية بشأن توفير مصل وعلاج، والعمل على تحقيق رد فعل اقتصادي ومالي». في حين قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس الجمعة في برلين: «نحن في الحكومة الألمانية وكذلك حكومات الولايات والبرلمان الألماني على استعداد لعمل كل شيء ضروري، وعمل كل ما تحتاجه ألمانيا لاجتياز هذه الأزمة بصورة طيبة ما أمكن». ولكن قد يكون التصريح الملفت أكثر في أوروبا هو لرئيس الحكومة البريطانية، بوريس جونسون، الذي يتعرض لاتهامات بالتقاعس من حيث الإجراءات الاحترازية، إذ قال إنه سيضطر الكثيرون إلى توديع أحبائهم، وأنه لا مفر من إصابة 60٪ من الشعب.
وقد سجل عدد من المسؤولين حول العالم إصابات. وتوفي القيادي في الحرس الثوري الإيراني، العميد ناصر شعباني، وأعلن كل من رئيس بلدية مشهد شمال شرقي إيران محمد رضا كيلاي، والنائب العام في المدينة ذاتها محمد حسن دوروي عن إصابتهما. وأعلن وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون، الجمعة، إصابته بفيروس كورونا المستجد. كما انتشرت أخبار عن إصابة الرئيس البرازيلي بولسانارو إلا أن الحكومة البرازيلية أعلنت أنه خضع لاختبار وظهر أنه لم يصب.
وتستمر الإجراءات المتشددة حول العالم، حيث أغلقت معظم المحال التجارية في النمسا، ولم يسمح للبارات والمطاعم بالعمل، مساء أمس، كما تم عزل المناطق الجبلية. وقالت سلوفاكيا وجمهورية التشيك الخميس إنّهما ستُغلقان حدودهما لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، في حين أغلقت لاتفيا وليتوانيا المدارس وحظّرتا التجمعات الجماهيرية. كما منعت براغ المواطنين من دخول ما تسمّى منطقة الخطر التي تشمل النمسا وبلجيكا وبريطانيا والصين والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيران وإيطاليا وهولندا والنرويج وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا.
أما إيران فأمرت السلطات، الجمعة، بإغلاق الشوارع والمتاجر، وأعلنت أن المواطنين سيخضعون «للرقابة»، في إطار إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا. كما أعلنت حكومة الإمارات عن تفعيل نظام «العمل عن بعد» لبعض الفئات من الموظفين في الجهات الاتحادية لمدة أسبوعين ابتداء من الأحد 15 آذار/ مارس إلى 26 مارس الجاري، وهي فترة قابلة للتجديد.
وأجلت ولاية لويزيانا الأمريكية الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. وأعلن عدد من الولايات الألمانية إغلاق المدارس ابتداءً من الإثنين. أما في الخليج فطلبت السلطات الدينية الكويتية من المواطنين الصلاة في منازلهم، أمس الجمعة، في حين أكدت تسجيل 20 إصابة جديدة. وأمرت البحرين بالإفراج عن مئات السجناء يوم الخميس، في واحد من أكبر إجراءات العفو منذ انتفاضة 2011، وفقا لمعهد البحرين للحقوق والديمقراطية الذي ربط القرار بجهود احتواء الفيروس.
أما في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، فأعلنت شركة الاتحاد للطيران عن تعليق الرحلات الجوية من وإلى روما وميلانو أمس الجمعة اعتبارا من 14 مارس/ آذار. وتجاوزت وفيات كورونا في إيطاليا الألف، وهو أكبر عدد لضحايا الفيروس في أوروبا. وعلقت شركة طيران الإمارات في دبي، حتى إشعار آخر جميع الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا، باستثناء روما. وأمرت أبو ظبي بتعليق جميع الفعاليات وإغلاق النوادي الليلية، حسب مصدر مطلع.
إعلامية كويتية تتبرأ من تغريدة أثارت غضب الإماراتيين
• تبرأت الإعلامية الكويتية المثيرة للجدل، مي العيدان من تغريدة منسوبة إليها تتهم فيها السلطات في دولة الإمارات بالتكتم على تفشي فيروس كورونا، فضلاً عن التشكيك في أصولهم العربية.
جاء ذلك إثر تعرضها لهجوم شنه إعلاميون وناشطون إماراتيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تداول تغريدة منسوبة إلى «العيدان»، جاء فيها: «عاجل إلى سعادة سفير الكويت في أبو ظبي… كورونا منتشر ومتفش في الإمارات بشكل كبير… وسط تكتم أمني وصحي وإعلامي حول ذلك… حتى لا تضرب السياحة عندهم… متفش بشكل كبير والسبب غالبية أن الشعب الإماراتي (إيراني) رايح جاي على إيران».
وكان المحامي الإماراتي، صالح الجسمي، شقيق المطرب حسين الجسمي، توعد في مقطع فيديو بمقاضاة «العيدان» في الكويت، بمجرد انتهاء أزمة «كورونا»، مشككًا بأصولها الكويتية، نظرًا لكونها من أم مصرية وأب كويتي.
أوهايو: 100 ألف إصابة محتملة
• قالت مديرة قطاع الصحة في أوهايو، إيمي أكتون، إن الولاية الواقعة في شمال الولايات المتحدة الأمريكية قد يكون لديها بالفعل أكثر من 100 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد.
وقالت المسؤولة، خلال مؤتمر صحافي أمس إلى جانب الحاكم مايك ديواين، إن الولاية تسجل عمليات انتقال «مجتمعية» للفيروس، أي محليا بين السكان، وليس عن طريق أشخاص سافروا إلى المناطق المصابة.
وأضافت أكتون: «بناء على ما نعرفه عن كيفية الانتقال المجتمعي، فإن 1٪ على الأقل من السكان مصابون بالفيروس في أوهايو اليوم».
وأفادت: «لدينا 11.7 مليون نسمة، وبعملية حسابية بسيطة، تكون النتيجة 100 ألف. وهذا يعطيكم فكرة عن كيفية انتشار الفيروس بسرعة». وقالت «هذا من نوع الأوبئة العالمية التي تحدث مرة كل 50 عاماً، ونحن نتوقعه».
حاخامات يحلّقون بمروحيّة لحماية إسرائيل من الوباء
• ذكرت القناة 13 الصهيونية أنه تم تخصيص مروحية لمجموعة من حاخامات الكابلاه لتطير فوق المدن الإسرائيلية.
وحسب ما ذكره الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، فإنه خلال الطيران سيقومون بالابتهال «للخالق» والنفخ في الأبواق لدرء شر «كورونا».
يأتي هذا بعد قيام كاهن ماروني بفعل مماثل في لبنان، حيث قام الكاهن باستئجار طائرة خاصة، ليحلق بها فوق لبنان، لأجل مباركة وحماية البلاد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
ملك النرويج وزوجته والحكومة في الحجر
كشفت وسائل إعلام نرويجية، أمس الجمعة، أن ملك البلاد وزوجته الملكة وضعا بعد عودتهما أخيرا من الأردن في الحجر الصحي، على الرغم من عدم إصابتهما بعدوى فيروس كورونا المستجد.
وقال التلفزيون النرويجي إن هذه الخطوة التي اتخذتها السلطات النرويجية هي لضمان سلامة الملك هارالد الخامس والملكة سونيا والعائلة.
وكانت الحكومة النرويجية قد أعلنت عن إجراءات الطوارئ لمواجهة خطر فيروس كورونا، وطالبت جميع المسافرين العائدين إلى البلاد اعتبارا من تاريخ 27 شباط/ فبراير بعزل أنفسهم في منازلهم، بغض النظر عن وجود أعراض لديهم بالمرض من عدمها. ولا يستثني هذا الإجراء النرويجي إلا المسافرين القادمين من الدول الاسكندنافية.
نقلا عن القدس العربي