د. محمد مرعي مرعي
لعل أفضل انجاز حققته ثورة الشعب السوري بعد انطلاقتها في حوران البطولة والتضحيات هو أنموذجان في التنظيم والممارسة : الأول : طرد ما يسمى الائتلاف وملحقاته وأشباهه من التنظيمات الفاسدة التي تسلقت الثورة من منطقة حوران كلها وبناء تنظيم سياسي إداري محلي ، والثاني : تشكيل الجيش الأول بعد تحقيق انتصارات باهرة على الجيش الشيعي المجوسي متعدد الجنسيات الذي يحكم ثلث سوريا كسلطة انتداب وعلى أسلحة روسيا الإجرامية وخبرائها العسكريين . وتعددت التفسيرات والتحليلات حول ذلك الأنموذج القدوة وللأسف يصب معظمها في البنية العشائرية لمنطقة حوران . هنا ، أقدّم تحليلا ورؤية مخالفة لذلك إذ تكمن انتصارات ثوار حوارن في فهم بناء وآليات عمل التعاضد الميكانيكي الثوري وليس العشائري لأنه بأخذ العشائرية بالحسبان نرى وجوه خونة أهل حوران من أبنائهم لدى السلطة المنتدبة في مواقع وظيفية كبيرة لكنها شكلية ودون قيمة. هذا التعاضد الميكانيكي الثوري هو الذي ولّد تضامنا وتكاملا بين كافة القوى الثورية لتحقيق الهدف على أساس ثوري لإسقاط سلطة طاغية مجرمة عاثت فسادا وتدميرا في بنية الوطن السوري وليس على أساس علاقات عشائرية بحتة. نبارك لكم أخوتنا في حوران البطولة التنظيم الثوري القدوة وهذا الانموذج المتميز والناجح ، راجين أن تأخذ به كافة المناطق السورية الأخرى بمكونيه : طرد التنظيمات المتسلقة على ثورة الشعب كالائتلاف وأشباهه،وتوحّد القوى الثورية لتحقيق هدف واحد لتحرير سوريا من السلطة المنتدبة.