قال الكاتب والصحافي البريطاني باتريك كوبيرن إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمنع دخول اللاجئين والزوار من 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة يجعل الأميركيين في الداخل أو الخارج أكثر عرضة للهجمات الإرهابية، مشيرا إلى أن مثل هذه «العقوبات الجماعية الطائشة» التي تضطهد المسلمين سوف تزيد إلى حد كبير من التعاطف مع الجماعات المتشددة.
وأضاف الكاتب، في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن إدارة ترمب تبرر قراراها الأخير بأنه ناتج عن الدروس المستفادة من هجمات 11 سبتمبر التي أسفرت عن تدمير برجي مركز التجارة العالمي. لكن الكاتب يرى أن ترمب تعلم الدرس الخطأ، إذ إن نجاح منفذي تلك الهجمات لم يتحقق في اليوم الذي قتل فيه 3 آلاف شخص، بل حين رد الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش بشن حربين مستمرتين حتى اليوم ضد أفغانستان والعراق.
وأشار كوبيرن إلى أن «القاعدة» كانت مجرد منظمة صغيرة ربما لا يتجاوز أعضائها ألف متشدد في جنوب شرقي أفغانستان وشمال غربي باكستان، لكن بفضل قرارات بوش الكارثية بعد هجمات سبتمبر، أصبح لدى التنظيم الآن عشرات الآلاف من المقاتلين، ومليارات الدولارات، وخلايا في عشرات البلدان.
وتابع الكاتب: «في الواقع ليست التعاليم الدينية المتشددة مصدر إلهام نشطاء القاعدة وتنظيم الدولة، بل التجاوزات التي قامت بها أجهزة مكافحة الإرهاب مثل التعذيب والترحيل السري في معتقلات جوانتانامو وأبوغريب، والتي كانت مصدرا لتجنيد وتفريخ المتشددين».
ورأى الكاتب أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدمت للقاعدة وتنظيم الدولة رسالة مفادها أن واشنطن يمكن بسهولة استفزازها ودفعها لاضطهاد المسلمين بطريقة طائشة تحمل نتائج عكسية، مشيرا إلى أن أعداد المتضررين حتى الآن من قرار الحظر محدودة لكن التأثير السلبي له سيكون هائلا.
وذهب الكاتب للقول: «إن قادة الجماعات المتشددة ربما يكونوا متوحشين وقساة ومتعصبين لكنهم ليسوا أغبياء، وقرار ترمب الأخير الذي جاء ردا على هجمات في الخارج سيدفعهم لشن هجمات ضد أهداف أميركية لإثارة مزيد من الاضطهاد ضد المسلمين».
وأضاف كوبيرن: «إن قادة تنظيم الدولة كغيرهم من القادة في كل مكان سوف يتساءلون إلى أي مدى ترمب شخص معتوه» مشيرا إلى أن قرار الحظر قد يكون وسيلة بارزة لطمأنة ناخبي ترمب بأنه سيتم الوفاء بتعهداته خلال الحملة الانتخابية، لكن أقوال وأفعال الرئيس سيعتبرها كثير من المسلمين في جميع أنحاء العالم بمثابة إعلان طائفي للحرب ضدهم.
كما سيدرك تنظيم الدولة أنه من خلال الضغط بهجماتهم س-وف يعمقون الانقسامات داخل المجتمع الأميركي.
وختم الكاتب مقاله بالقول: «لقد استهدف بوش صدام حسين والعراق ردا على هجمات سبتمبر، رغم أنه كان بديهيا أن الرئيس العرقي ونظامه لم يكن لهما صلة بها. ذلك الاستهداف الخاطئ للدول الإسلامية يحدث الآن في 2017 ومن المحتمل أن يدفع الإرهابيين لمهاجمة الولايات المتحدة».;
صحيفة العرب