استحوذت التصريحات الأمريكية الأخيرة المتعلقة بالشأن السوري على اهتمامات الصحف العالمية والعربية خصوصا قرار الإدارة الأمريكية وقف دعم المعارضة، فقد كان لتلك الخطوة الجريئة تأثيرا مفرطا على العالم بأكمله.
دعونا نستعرض وإياكم أبرز ما جاء في الصحف العربية والعالمية على خلفية ذاك القرار:
وابتداء مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فقد قالت الأربعاء نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” قررت إنهاء برنامج دعم فصائل المعارضة السورية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم كشف أسمائهم أن برنامج دعم المعارضة السورية الذي بدأ قبل أربع سنوات لم يكن له سوى أثر محدود وخصوصا منذ أن دخلت القوات الروسية على خط النزاع إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في العام 2015.
وقالت الصحيفة عن المصادر نفسها، أن هذه الخطوة إنما تعبر عن توجه الرئيس الأمريكي، الذي يحاول من خلالها تحسين الأجواء مع روسيا التي تدعم رأس النظام السوري بشار الأسد.
ووصفت سحب ترامب دعم بلاده للمعارضة السورية بأنه “اعتراف بنفوذ واشنطن المحدود، وعدم رغبتها في إخراج الأسد من السلطة”.
أما نيويورك تايمز، فقد قالت معلقة:إن البرنامج الذي وصل إلى طريق مسدود قد انضم لجهود أخرى سعت لإيصال السلاح والمال لثوار يسعون للإطاحة بحكومات تبغضها واشنطن، كان أشهرها الجهود التي بذلتها إدارة كيندي للإطاحة بفيديل كاسترو في كوبا، مرجحة أن يلقى هذا القرار، الذي لم يعلق عليه البيت الأبيض، ترحيبا من روسيا، التي يدعم جيشها حكومة الأسد، وتهاجم دون كلل بعض مجموعات الثوار، تحت شعار الحرب على الإرهاب.
وتفيد الصحيفة بأنه كانت هناك شكوك منذ البداية بخصوص إمكانية نجاح تسليح مجموعات غير منظمة ومفككة من الداخل، وكان المسؤولون في إدارة أوباما يعتقدون بأنه لا يمكن التنبؤ بولاءات تلك المجموعات التي تسلمت أسلحة أمريكية، بالرغم من إجراء عملية تدقيق.
أتلانتيك الأمريكية: نهاية دعم واشنطن للمعارضة السورية كانت حتمية
استعرضت المجلة رأيها كالتالي: إنه في الوقت الذي أثارت فيه هذه الخطوة غضب خصوم الأسد غير أن هذا التطور نفسه لم يكن مفاجئا.. موضحة أنه من الخطأ رؤية هذا التحرك تنازلا مجانيا لروسيا حيث أن هذا القرار يتماشى مع سنوات من استراتيجية أمريكية متروية كما أنه ينسجم مع أهداف ترمب المعلنة لذا فهو لا يعتبر تنازلا.
ومضت المجلة تقول: إنه بدون الدعم الامريكي لم يكن بوسع المسلحين البقاء في الحرب ضد الأسد وحلفائه وهذا يضع مصير جنوب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة والذي يعد أحد آخر المناطق الخاضعة للجماعات المقربة من الولايات المتحدة تحت رحمة روسيا التي تعهدت بوقف إطلاق نار هناك.
بالنسبة لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية فقد علقت بالعنوان التالي:
وقف واشنطن تمويل المعارضة السورية مجرد إشارة
اعتبرت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية أن الرئيس دونالد ترامب بقرار وقف تمويل المعارضة السورية إنما أراد أن يبعث لنظيره فلاديمير بوتين إشارة واضحة تؤكد نيته تحسين العلاقات مع روسيا.
وكانت قد كتبت الصحيفة الفرنسية: “ترامب، ونظرا للتسريبات التي تطفو على السطح يوميا وتفضح بالتفصيل علاقته بروسيا، يبذل القسط الأكبر من وقته في تبرير نفسه دون أن يفكر باستراتيجيته تجاه روسيا، التي طلب مرضاتها في المسألة السورية حامية الوطيس، فيما الكونغرس مستمر في التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية”.
وول ستريت جورنال: إدارة ترمب ليست لها سياسة واضحة في سوريا
شككت افتتاحية وول ستريت جورنال في أن تكون لدى إدارة ترمب سياسة في سوريا، وأنه حتى إذا كانت هناك سياسة فإنها غير واضحة، وقالت إن قرارات الإدارة الأخيرة توحي بأن البيت الأبيض قد يكون مستعدا لاستيعاب الهدف الروسي والإيراني بدعم نظام بشار الأسد على المدى الطويل.
وعلقت بأن هذا الأمر قد يكون منطقيا لو أن أي أحد فهم ما تحاول الولايات المتحدة تحقيقه بعد الإطاحة بتنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة (شمالي سوريا).
وأضافت أن ما تريده أميركا في سوريا هو “الفوضى” بعد الهزيمة الوشيكة للتنظيم. وعلى هذا النحو يبدو أن إدارة ترمب تريد التوصل إلى اتفاق مع روسيا لتحقيق الاستقرار في سوريا حتى لو كان ذلك يعني ترسيخ الأسد والوجود العسكري الروسي والإيراني.
من الصعب تصور سوريا مستقرة ما دام الأسد في السلطة، ولكن إذا بقي فإن الهدف الأميركي يجب أن يكون بلدا مقسما مع مناطق آمنة للسنة والأكراد الذين ساعدوا في تحرير الرقة
أما “معهد واشنطن” فقد نشر دراسة للباحث يوسف صداقي قال فيها إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحتاج اليوم لاتخاذ قرار نهائي في ما يخص استراتيجيتها في محاربة الإرهاب والحرب الدائرة في سوريا
وأضاف الكاتب بالقول: إن واقع الأرض في سوريا يتطلب من كلا الفريقين (الولايات المتحدة الأمريكية والقوات العربية) محاولة الوصول لبعضهما. لكن خلق تحالف بين الطرفين يتوقف على امرين، الأول أنه يجب على ترامب أن يقرر ما إذا كان يريد التحرك أم لا. والأمر الثاني على ما تبقى من القوات العربية المعتدلة أن تقرر ما إذا كانت ستغتنم الفرصة للتعاون مع الإدارة الأمريكية لتصبح عنصرا فاعلا في السياسة السورية.
و أخيرا مع صحيفة الاندبندنت البريطانيّة ، فقد نشرت تقريرًا للكاتب روبرت فيسك حول هذا الموضوع، تحدّث فيه عن زيارته الأخيرة لسوريا، حيثُ إستمع الى محاضرات واطّلع على خارطات لفهم طبيعة سير المعارك.
وخلص فيسك إلى أنّ تعاونًا سريًا روسيًا كرديًا سوريًا يحصل في البادية السورية عبر “مركز تنسيق”، وذلك لأنّ جميع الأطراف في سوريا سعت منذ إندلاع الحرب الى تفادي أي إشتباك عسكري بين موسكو وواشنطن.
المركز الصحفي السوري_ زينة عوسجي
قراءة في الصحف
======================