تمر اليوم على أذهان المسلمين الذكرى السنوية بحسب التقويم الميلادي لغزوة أحد، والتي حدثت في 23 آذار/مارس 625 م، و السابع عشر من شوال في السنة الثالثة للهجرة.
اتمتة السجل العقاري هل ستساهم بخسارة الأملاك وتثبيت التزوير؟
جاءت الغزوة بعد عام من هزيمة قريش في غزوة بدر، وسعياً منها لرد اعتبارها، جمعت قريش قرابة ثلاثة آلاف مقاتل، أعدوا العدة لمهاجمة المسلمين في المدينة المنورة، وكان عدد المسلمين آنذاك ألف انسحب منهم ثلاثمئة مقاتل.
بحسب ويكيبيديا، عبرت جيوش قريش وادي العقيق شمال المدينة، حتى وصلوا بطن السبخة وعسكروا هناك، في المقابل أمر الرسول محمد صلى الله عليه و سلم المسلمين بالبقاء في المدينة للدفاع عنها على مداخل الأزقة.
تقاربت الجموع، وعقدت الألوية وحمل راية المسلمين مصعب بن عمير، لتبدأ المعركة ويقتل أصحاب اللواء من بني عبد الدار من قريش، واستطاع علي بن أبي طالب قتل حامل لواء قريش ويقتل سعد بن أبي وقاص حامل اللواء للمرة الثانية، لتحمله الثالثة عمرة بنت علقمة.
في هذه الأثناء ومع اقتراب نصر جيش المسلمين، كان رماة الأسهم على جبل أحد يراقبون بعدما أمرهم الرسول بعدم ترك مواقعهم مهما حدث، لكنهم بدأوا بالصراخ “الغنيمة الغنيمة” لينزل منهم 40 فارساً لجمع الغنائم، لكن ميمنة خالد بن الوليد و ميسرة عكرمة بن أبي جهل كانت ثابتة والتفت على المسلمين وأطبقوا حصارهم عليهم واصلين إلى مكان الرسول محمد.
بحسب “تاريخ الطبري” تفرق أصحاب الرسول عنه، وبدأ ينادي إليّ يافلان، أنا رسول الله، لكن المشركين وصلوا إليه واستطاعوا شج رأسه وكسر أنفه ورباعيته وخوذته، مما دفع عدد من المسلمين برمي أنفسهم أمام رسول الله لحمايته، ومنهم مصعب بن عمير الذي ظن المشركون أنهم قتلوا الرسول عندما قتلوه، فبدأوا الصراخ قتل محمد، لتكن تلك الصيحة من أهم العوامل التي تسببت بهزيمة المسلمين آنذاك.
استطاع الرسول مستنداً على طلحة بن عبيد الله والزبير بن عوام من الصعود إلى شعب الجبل، ومع قلائل من أصحابه التحصن على ذلك الجبل من الثبات هناك حتى انسحاب قريش نحو مكة، بعد معركة خسر فيها 70 من مقاتليها، 37 منهم من الخزرج و 28 من الأوس وسبعة مهاجرين.
لم يعتبر المسلمون تلك الغزوة أنها هزيمة لهم، لكنها هزيمة لمن خالف أوامر الرسول من الرماة على البقاء في أماكنهم، وحرم البعض القول أن المعركة انتهت بالهزيمة، معتبرين أن أسباب الخسائر تلك هي عدم الطاعة و تصديق رواية مقتل الرسول محمد.
أخذ المسلمون دروساً بعد تلك الغزوة، منها عدم ضمان النصر لصالحهم دائماً، وتعليم المسلمين أسباب الهزيمة، وطاعة الرسول وعدم الطمع بالغنيمة المكتسبة بعد النصر.
إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع