دمار وأشلاء متناثرة ورائحة الموت في كل مكان فبعدما كان مكاناً لمداواة الجرحى أصبح الآن مقبرة جماعية لكل من كان فيه.
مشفى أطباء بلا حدود في معرة النعمان في ريف ادلب، كان يحتوي على 30 سريراً ويعمل فيه 54 موظفاً وفيه غرفتين للعمليات وقسم للعيادات الخارجية وغرفة طوارئ واحدة.
وتدعم منظمة أطباء بلا حدود هذا المستشفى منذ سبتمبر 2015، وتؤمن له المعدات الطبية والتكاليف الضرورية لتشغيله.
وقد كان هذا المشفى من أهم النقاط الطبية التي كان يعول عليها سكان معرة النعمان وريفها أي ما يقارب 40 ألف نسمة بسبب قصف أغلب النقاط الطبية في تلك المنطقة .
استهدف الطيران الحربي المشفى يوم الاثنين 15 شباط مما أدى إلى استشهاد ما يقارب 21 شخصا كان غالبيتهم من كادر المشفى وقد تحدث أحد عناصر الدفاع المدني أنه تم انتشال غالبية جثث الشهداء في المشفى بالإضافة إلى ممرضة واحدة كانت على قيد الحياة، وقد أردف قائلا أنه تم استهداف فرق الدفاع المدني العاملة في مكان الحدث بغارتين من الطيران السوري دون وقوع إصابات .
وأفادت مصادر من المعارضة السورية ومنظمات حقوقية بمسؤولية روسيا عن استهداف المستشفى، حيث أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “أن طائرات حربية، يعتقد أنها روسية، قصفت المشفى الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، وقد أكدت بعض مراصد المنطقة أن الطائرة التي قصفت المشفى في تمام الساعة الثامنة والنصف روسية من قاعدة حميميم، بينما اتهم سفير النظام السوري لدى موسكو التحالف الأميركي بقصف المشفى معرة النعمان بإدلب.
غير أن المنظمة أكدت أن الهجوم على المستشفى كان مقصوداً، وأن روسيا أو النظام السوري وراء الهجوم.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود لقصف جوي في سوريا.
حيث أعلنت المنظمة في 9 فبراير مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا بجنوب البلاد.
وتدعم منظمة أطباء بلا حدود 153 مستشفى ميدانياً ومراكز صحية أخرى في مختلف أنحاء سوريا.
ومنذ نهاية سبتمبر، تنفذ روسيا حملة جوية مساندة لقوات النظام السوري، تقول إنها تستهدف تنظيم الدولة ومجموعات “إرهابية” أخرى، حسب وصفها.
لكن دول الغرب والفصائل المعارضة تتهمها باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار “المعتدلة” أكثر من تركيزها على المتطرفين.
وبين القصف الروسي الممنهج وصمت مجلس الأمن عما يجري في سوريا يبقي المواطن الأكثر تأثرا بهذا الوضع .
موسى يحيى الزيدان
المركز الصحفي السوري