يعيش العالم في القرن الواحد و العشرين في ظل تطور كبير وتقدم مستمر في المجال الطبي، بعد أوبئة عصفت في العالم على مر العصور، فالطاعون والموت الأسود والجدري والكوليرا، أوبئة فتكت في البشرية سابقاً، واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين و مع بداية العام 2020، استفاقت البشرية على وباء جديد “كورونا”.
كان أول ظهور للكورونا في مدينة “ووهان” الصينية، فايروس سريع الانتشار والعدوى، لم يستطع العالم إيقافه رغم كل الاحترازات، أرقام الوفيات تزداد، فاليوم ولهذا التاريخ فاقت المليون وفاة، وملايين الإصابات .
كيف تعامل العالم مع فايروس كورونا ؟
بعد الانتشار السريع لكورونا والوقت الطويل الذي يستغرقه اكتشاف علاج أو لقاح لذلك المرض، لم يكن من الدول التي زارها الفايروس، إلا أن تعمل على حظر تجوال كامل في البلدان والمدن المصابة، مدن بأكملها مغلقة، أسوق وشوارع خاوية على عروشها، ففايروس كورونا الذي ينتقل عبر الهواء واللمس قد شل حركة البلاد.
كان الحجر الكامل وإغلاق الحدود أحد أنسب الحلول و أكثرها فعالية، لكن لذلك جوانب أخرى وعائدات سلبية على الناس والمجتمع والدولة، بالإضافة لذلك قامت كل دولة على حدى باستنفار طواقمها الطبية كافة، والعمل على إنشاء مراكز عزل للعناية بالمصابين ورعايتهم وحجرهم عن العالم المحيط، تجنباً لنقل العدوى.
الآثار السلبية التي خلفها الوباء على الفرد والمجتمع والدولة !!
العمال وذوو الدخل المحدود، كانوا أكبر الخاسرين، توقفت أعمالهم وأشغالهم لشهور، حتى باتوا يشكون الفقر وقلة الحال، فبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن 147 مليون شخص، خسروا وظائفهم بسبب كورونا، أما بالنسبة للصحة النفسية للفرد فإن تغير روتين الحياة للفرد وانعزاله في المنزل ترك آثارا نفسية وعقداً كبيرة، ما دفعت بعدد كبير من الأشخاص للانتحار، فالعجز المادي، والخوفُ من الإفلاس، والعزل، وارتفاع نسب البطالة، كانت المسببات لذلك الانتحار.
” الأضرار الاقتصادية “، كبيرة وصعبة الإحصاء، عائدات النقل والتصدير والسياحة تفقدها جميع الدول، فبحسب توقعات المستشارة الاقتصادية في صندوق النقد الدولي “جيتا جوبيناث” إن الاقتصاد العالمي قد يتكبد بسبب أزمة كورونا حوالي 12.5 تريليون دولار خلال عامي 2020/2021 .
بقلم : إبراهيم الخطيب