الرصد السياسي ليوم الجمعة (23 / 9/ 2016)
نشرت وكالة “أسوشييتد برس”، أمس الخميس، نصّ اتّفاق “وقف العدائيات في سورية” الموقّع بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، في التاسع من هذا الشهر، في مدينة جنيف السويسرية.
وذكرت الوكالة أنّ الطرفين اتّفقا على أن تبقى بنود الاتّفاق سرّية، الأمر الذي أثار حفيظة دول أخرى، مثل فرنسا، التي اشتكت حيال ذلك، قبل أن يندلع الجدل مؤخراً بين الطرفين حول نشر الوثيقة.
وتنصّ النسخة التي حصلت عليها الوكالة من وثيقة الاتّفاق على أنّ الطرفين سيحدّدان التاريخ والوقت الذي ستدخل فيه هذه التدابير حيّز التنفيذ:
أوّلاً: في اليوم المحدّد لبدء الهدنة، ستلتزم جميع الأطراف باتّفاق وقف العدائيّات وتحترم شروطه، على النحو المنصوص عليه في الإعلان المشترك الصادر عن روسيا والولايات المتحدة في 22 فبراير 2016، وتشمل هذه الشروط:
1- وقف جميع الهجمات بمختلف الأسلحة، بما في ذلك القصف الجوي، والصواريخ، وقذائف الهاون، والصواريخ المضادة للدبابات.
2- الامتناع عن محاولات السيطرة على مناطق نفوذ الأطراف الأخرى.
3- السماح للوكالات الإنسانية بالوصول السريع والآمن دون عوائق في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الأطراف.
4- توظيف “الاستخدام المناسب” للقوة، أي بما لا يزيد على المطلوب لمواجهة تهديد قوي في حالات الدفاع عن النفس.
ثانياً: في اليوم الثاني، إذا ظلّ الطرفان مرتاحين لاتّفاق وقف العدائيات؛ فسوف يتّفقان على تمديده لمدّة محدّدة، وفي وقت لاحق، قد يقرّر الطرفان تمديده إلى أجل غير مسمّى، وتحت الشروط ذاتها، سيستخدم الطرفان نفوذهما لإقناع كافّة الأطراف بالالتزام.
ثالثاً: ستتخذ تدابير خاصة بخصوص طريق الكاستلو في حلب، كما هو محدّد في الإحداثيّات التي جرى رسمها بشكل متبادل، وتتمثّل هذه التدابير، على وجه التحديد، في التالي:
أوّلاً: ابتداءً من اليوم الأول للهدنة، وحتى قبل إنشاء نقاط تفتيش على طريق الكاستلو، سيتم تسليم المساعدات الإنسانية بما يتفق مع شروط اتّفاق وقف العدائيات وإجراءات الأمم المتّحدة المتّبعة، وذلك بالتنسيق مع ممثلي الأمم المتّحدة ذوي الصلة.
وعند الحدود التركية، فإن بعثة الأمم المتحدة للمراقبة ستتابع فحص وختم الشاحنات المخصصة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر طريق الكاستلو إلى حلب الشرقية، ولن يتمّ كسر الأختام من قبل أية جهة حتّى وصولها إلى وجهتها.
ثانياً: الهلال الأحمر السوري سوف ينشئ نقطتي تفتيش (يتمّ الاتفاق عليهما) في أسرع وقت من أجل التحقق من ذلك، حتّى يتمّ إنشاء نقاط تفتيش تابعةٍ لـ”مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع” (أو أي طرف ثالث آخر يُتّفق عليه)، وستتمّ حماية شاحنات المساعدات من قبل قوّة مكوّنة من عشرين شخصاً، تحظى بموافقة الحكومة والمعارضة، على امتداد طريق الكاستلو من الجانب الشرقي وحتى الغربي.
وينصّ الاتّفاق على أن نقاط التفتيش التابعة للهلال الأحمر، والتي سيتمّ مراقبتها والإشراف عليها من قبل لجنة أمميّة حالما أمكنها العمل في الأراضي السورية، ستسمح في مرحلةٍ لاحقة بمرور جميع القوافل الإنسانية والتجارية، وتفتح المجال أمام الحركة المدنيّة على طريق الكاستلو مستقبلاً، وعلى عدّة مراحل، مع ضمان عدم استخدام لطريق لنقل الأسلحة.
ثالثاً: مع بدء تأسيس نقاط التفتيش التابعة للهلال الأحمر السوري، ستلتزم القوات الموالية للنظام والمعارضة المسلحة، على حدّ سواء، بالانسحاب، بشكل متزامن، من طريق الكاستلو، وسوف يتمّ تعريف المنطقة التي تمّ إخلاؤها كمنطقة “منزوعة السلاح”.
اجتماع مجموعة دعم سوريا ينتهي بـ “خيبة أمل”
فشلت الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على كيفية استئناف وقف إطلاق النار في سوريا خلال اجتماع عقد يوم الخميس، ووصفه وسيط الأمم المتحدة إلى سوريا بأنه كان “مطولا وشاقا ومخيبا للآمال”.
واجتمعت المجموعة الدولية لدعم سوريا على هامش اجتماع الأمم المتحدة السنوي لزعماء العالم في نيويورك في الوقت الذي أعلن فيه جيش النظام السوري بدء هجوم عسكري جديد على شرق مدينة حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد الاجتماع “تبادلنا الأفكار مع الروس وننوي التشاور غدا” بشأن أفكارهم. وأضاف “أنا أقل عزما اليوم عما كنت بالأمس بل إنني أكثر إحباطا”.
واتفقت روسيا والولايات المتحدة في التاسع من سبتمبر/ أيلول على اتفاق يهدف إلى إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها الصحيح.
وتضمن ذلك هدنة في سائر أنحاء البلاد وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإمكانية التعاون العسكري المشترك.
لكن الهدنة انهارت فعليا بعد أسبوع واحد عندما تم قصف قافلة إغاثة ومقتل نحو 20 شخصا.
وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا للصحافيين “الأنباء الجيدة هي أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على العمل المكثف بشأن إمكانية استئنافها (الهدنة).. كان اجتماعا مطولا وشاقا ومخيبا للآمال”.
وأضاف “في الوقت نفسه.. يستأنف الجميع الصراع. ستكون الساعات والأيام القليلة القادمة على الأكثر حاسمة فيما يتعلق بالنجاح أو الفشل”.
المركز الصحفي السوري – مريم أحمد