حضرت أسماء الأسد زوجة بشار الأسد عرضاً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أمس الخميس في دمشق، التقت خلاله أهالي الأطفال، استمعت لمشاكلهم، كما شاركتهم الغناء، حيث التقطت الصحف لها كثير من الصور وهي تحتضن الاطفال، لتتصدر السيدة أسماء الصفحة الأولى من جريدة البعث الصادرة بدمشق، السيدة الأولى تنشر الحب والحنان لذوي الاحتياجات الخاصة ، متناسية 5 ملايين طفل تم تشريدهم داخل وخارج سوريا بسبب الحرب التي شنها زوجها على الشعب السوري منذ أكثر من خمس سنوات تحت ذرائع واهية.
كما نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية السورية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تعليقا على حضورها، حيث قالت: “يواجهون – أي الأطفال – الألم بالثبات.. والضعف بالتصميم.. وظروف الحرب بالتحدّي.. لم يستسلموا يوماً.. بل تعلّموا وعلّموا كيف يكون طعم النصر والفوز.. ونحن كنّا معهم وسنبقى “، في الوقت الذي يعاني مخيم الحسين في العاصمة عمان، الذي يقطنه أكثر من 600 عائلة سورية، من ارتفاع نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة ، البالغ عددهم بالعشرات كما سجلتهم إدارة المخيم للعام الحالي، في ظل غياب كامل للرعاية اللازمة من قبل جميع المنظمات المحلية وحتى الدولية.
يقول محمد مساد طبيب مسؤول عن مخيم الحسين نقلا عن موقع الأمل الأردنية:” تكثر حالات الشلل الدماغي في المخيم ونوبات الصرع والتشنجات التي لا يمكن معالجتها في المخيم وتحتاج لمشافي خاصة وتكاليف علاجية بمبالغ مالية كبيرة لا يمكن لأهل الطفل تغطيتها “.
حتى في المناطق المحررة في سوريا يعاني الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة نقصاً حاداً لمتطلبات الحياة بالإضافة لتعرضهم الدائم للخوف الذي يزيد من صعوبة حالتهم وعدم قدرة الأهالي على السيطرة عليهم .
“سالي” طفلة تعاني من التوحد في محافظة إدلب تقول والدتها :”حين تسمع صوت الطائرة تدخل في حالة من الخوف لا يمكنني السيطرة عليها بسهولة، فالدواء المخصص لها لم أعد أجده وحتى الطبيب المشرف على حالتها قد هاجر خارج البلاد “.
حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 2.3 إلى 3.3 مليون شخص من النازحين قسراً في العالم هم من ذوي الإعاقات، ثلثهم من الأطفال. وعلى الرغم من ذلك، يعاني هؤلاء من قدر كبير من الإهمال والتجاهل أينما اتجهوا داخل أو خارج بلادهم، فحتى الجهود المبذولة من قبل منظمة الصحة العالمية لتحسين الرعاية المقدمة للأشخاص الأكثر عرضة للخطر لا تفي بالغرض، كما أن تدابير المساعدة والحماية المصممة للغالبية نادراً ما تلبي الاحتياجات الخاصة لذوي الإعاقات.
تقبل أسماء الاسد يد إحدى أطفال الحضور لتبرهن على تواضعها، في حين أن أطفال سوريا بحاجة لإيقاف القتل فقط في بلادهم ، فما تعرضوا له خلال الخمس سنوات من إصابات جسدية، وأزمات نفسية، سببت لهم إعاقات، تحتاج لسنوات من العلاج الطويل للتعافي من آثار الحرب.
أماني العلي
المركز الصحفي السوري