” صار حلم المواطن السوري رغيف خبز، يعطيك العافية يا بشار على هالإصلاحات، خليت البلد يرجع مليون سنة لورا”، تعجز كلمات أبي فراس عن وصف غضبه واستيائه أثناء وقوفه في الطابور أمام الفرن منذ بزوغ الفجر، فيدمدم بصوت خافت خشية أن يسمعه أحد من شبيحة النظام ويكون مصيره الاعتقال، وقد يستمر وقوفه لساعات طويلة قد تتعدى سبع ساعات، ويعود خائبا بسبب نفاد الكمية.
تشهد مدينة دمشق مؤخرا أزمة حادة في حصول المواطنين على مادة الخبز وسط ازدحام خانق أمام الأفران، فيما تحولت ساحاتها لحلبة مصارعة ومشاحنات كلامية قد تتطور للضرب المواطنين ما إذا تخطى أحد الدور أو أخذ أكثر من ربطة خبز واحدة .
في حين أكد مصدر “مسؤول” – ونضع لفظة مسؤول بين قوسين- في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لوسائل إعلامية موالية للنظام أن الازدحام الذي شهدته بعض الأفران خلال اليومين الماضيين لا مبرر له على الإطلاق، كما نفى المصدر الشائعات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي حول تخفيض ساعات إنتاج الأفران وزيادة سعر الربطة، مؤكدا أن الأفران تعمل بطاقة إنتاجية عالية تصل لما يتجاوز 16 ساعة يوميا، وقد تصل ل20 ساعة في طاقتها القصوى.
ومن التعليقات الساخرة التي أردفت الخبر :” أنو هالمسؤول مالو خبر عم ناكل بس خبز مشان هيك في أزمة؟ ومالو خبر أنو أسعار المواد الغذائية بالنار والكل عم يمشي مع الدولار؟ لك حتى الخبز الي يا دوب عم نحسن نأمنو بدكن تحرمونا منو؟ شكينا أمرنا لله”.
في تعليقه على الخبر
فيما سلط “جمال” الضوء على سبب الازدحام قائلا :” تفضل يا سيادة رئيس الوزراء ع الأفران وشوف بعينك الأزمة حاج تضحكوا ع الشعب وتستخفّوا بعقولنا، رح تلاقي الشعب واقف ع الدور والخبز عم ياخدوه الشبيحة والعساكر بلا دور بحجة ما عندن وقت يوقفوا ع الفرن لأنن مشغولين بحماية الوطن الي ما صفي منو شي، وبالآخر ببيعونا ربطة الخبز ب300 ليرة وهيي حقا 50، ولسا بتقولو عم تحاربوا الفساد.. لك أنتو الفساد بعينو”.
وبحسب ما أفادنا بعض الناشطين من مدينة دمشق فإن صعوبة تأمين الخبز دفعت كثيرا من المواطنين للاستعاضة عنه بالمعكرونة أو الخبز اليابس وبلّه بالماء، فأين هي الحكومة الموقرة التي تدلي بتصريحات لا تمت للواقع بصلة من ذلك؟ فباعتقاد مسؤوليها ليس هنالك أي مبرر لأزمة الخبز والمخازن ممتلئة بالمواد الأساسية من طحين وخميرة وملح وغيرها، غير مدركين لخطورة الوضع وما يعانيه الشعب في تأمين المادة الأساسية التي يعتمدون عليها في معيشتهم .
والوضع ليس بأفضل حالاً في المناطق المحررة وبالأخص في الشمال السوري في حلب وإدلب، إذ إن الوحدات الكردية في عفرين بريف حلب قامت بقطع طريق إمداد المحروقات بما فيها المازوت اللازم لتشغيل الأفران بالإضافة لإيقاف منظمة “غول” دعمها لتلك الأفران بمادة الطحين لترتفع بذلك سعر ربطة الخبز من 75 ليرة إلى 200 ليرة وتحتوي على 6 أرغفة فقط، وإذا ما استمر قطع الطريق والإمداد فإن ذلك ينذر بكارثة إنسانية على وشك الحدوث، فما ذنب الشعب السوري ليُحارب بلقمة عيشه ؟!
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد