“والله مو أنا الي فجرت السيارة والله مالي علاقة يا ماما مو أنا الي فجرتها “، كلمات نطقتها الطفلة ريان في اللحظات الأولى من استعادة وعيها بعد انفجار السيارة التي كانت تقودها .
الحرب التي شنها النظام على سوريا، قتل فيها ما يقارب مليون شخص منذ عام 2011، وفقا ل ” البنك الدولي ” ، إضافة إلى أكثر من 10 ملايين طالب لجوء ، وأكثر من 6 ملايين نازح ، وأكثر من 270 ألف حالة إعاقة كانت هذه الحرب المسبب الرئيسي لهذه المآساة .
ريان محي الدين (11) عاماً من الغوطة الشرقية، خرجت ريان لتلعب بالسيارة المركونة أمام منزلهم هي و ابن عمها ، جاء طفل ثالث يريد اللعب معهم ، رفضوا اللعب معه ، أغلق الطفل باب السيارة بقوة فانفجرت السيارة .
تقول ريان ” ابن عمي والطفل التاني ما تصاوبوا ، بس أنا أكلت الإصابة “، و تضيف والدة ريان ” عندما استعادت ريان وعيها أول ما نطقت به ” يا ماما والله مو أنا الي فجرت السيارة ، هي انفجرت لحالها والله مالي علاقة أنا ” .
خضعت ريان لعمليتي جراحة دون تخدير، نظراً لسوء الأوضاع في الغوطة وقلة المواد الطبية ، تقول ريان واصفة ألمها في العمليات التي أجرتها من دون تخدير ” كتير عذبوني بالعملية ومن كتر ما اتعذبت كان في بربيش بأنفي شديتو من أنفي فانجرح أنفي ولسا لهلأ العلامة موجودة .
بترت ساق ريان وتشوهت الآخرى، بالإضافة لتشوهات عديدة في جسمها . تمكنت عائلة ريان من الذهاب إلى تركيا بعد 3 سنين من إصابتها، وخضعت لعمليات كثيرة ولا زالت حتى الآن بحاجة إلى عمليات تجميل كثيرة .
تمنت ريان في ختام حديثها معنا أن تكون مثل باقي الأطفال أن ترتدي فستاناً وألا تتقيد بلباس معين، بسبب إصابتها وأن تصبح مهندسة كبيرة تساعد الجميع ” .
خالد الشيخ عمر (٢١) عاماً ، مقيم في الريحانية، يروي خالد قصة تصاوبه ” تعرضت قريتي لقصف عندما سقط صاروخان ، خرجت لأسعف الجرحى ، وإذ بصاروخ ثالث ، تصاوبت ، بترت رجلي اليسرى ، نظراً لسوء حالتي حُولت إلى تركيا ، عانيت من سوء المعاملة في المشافي التركية ، ١04 أيام بقيت في العناية المشدة ، 9 عمليات خضعت لها ، شلت يدي اليسرى نتيجة إهمال الأطباء لي ” .
يتابع خالد مطأطأ رأسه “كنت أحلم في اكمال جامعتي التي كنت متفوقا بها، أما حاليا أصبح أكبر أحلامي طرفاً ذكيا،ً أستطيع من خلاله أن أمشي فقط ” .
وفي سؤالي له لماذا طرفاً ذكياً حصرا ؟
فأجاب والدموع ترغرغ في عينيه ” لأن رجلي بترت من مفصل الحوض فالطرف العادي لا يصلح لي و لكن الحمدلله على كل حال ” .
يتابع خالد ” عاهدت نفسي عندما كنت صغيراً أن أرعي أبي وأحمله وألا أجعله يعمل لكي يرتاح ، لكن هو من حملني وما زلت في ريعان شبابي ” .
ينتظر خالد الطرف الذكي بفارغ الصبر، لعل أحد يستطيع أن يؤمن له هذا الطرف ليكمل حياته .
وبالنسبة لريان يقول والدها ” كان من الممكن أن تنجو ساق ريان التي تأذت في انفجار السيارة، لكن تعرضت البلدة لقصف عنيف فسقط باب على ساقها، ما أدى إلى بترها بالكامل “.
المركز الصحفي السوري _ شمس العمر