سلسلة من الانتصارات حققها الإسلاميون ضد النظام السوري تثير احتمال حدوث تغيير جذري في زخم الحرب التي رآها مناصرو بشار الأسد لسنوات طويلة على أنها أمر مسلم به لصالحهم.
الخسائر الكبيرة في الأراضي التي تعرض لها النظام في مدينة جسر الشغور الشمالية وما بعدها, بعد سقوط مدينة إدلب في يد المتمردين, إضافة إلى سلسلة من النجاحات النسبية حول جنوب غرب دمشق, ما هي إلا نتائج لمستوى جديد من التنسيق بين الجماعات المقاتلة التي أمضت العام الماضي في قتال بعضها البعض من أجل فرض السيطرة, وذلك على حساب مواجهة بشار الأسد. صعود داعش شكل عقبة أخرى للمتمردين الأكثر اعتدالا في القتال ضد النظام السوري.
ربما يساعد هذا التغير أهداف سياسة الولايات المتحدة الخارجية من خلال زيادة احتمال أن يقوم نظام الأسد – أو أولئك الذين في داخله- بالنظر في إمكانية الوصو إلى حل سياسي لوضع حد للحرب المستمرة منذ ما يزيد على أربع سنوات.
الهجوم على جسر الشغور في نهاية إبريل زود العديد من المحللين بدليل على أن النجاح الأخير للمتمردين في السيطرة على إدلب ما هو إلا جزء من تطوير أكبر في استراتيجية أوسع. نفس هؤلاء يصورون أنفسهم إلى جانب أسلحة ثقيلة فيما يبدو أنها الجبال التي تقع بين جسر الشغور ومدينة اللاذقية الساحلية, الميناء الاستراتيجي ذو الأهمية الخاصة بالنسبة لكلا الطرفين والتي أصبحت الآن في مرمى المعارضين.
التغيير في السيطرة على الأراضي يترك الثوار مع مساحة أوسع من الأراضي في شمال سوريا تحت سيطرتهم, إذا استمروا في ذلك, فإنهم سوف يزيدون الضغط على أجزاء كبيرة من مدينة حلب, التي لا زالت تحت سيطرة النظام. يمكن للمتمردين الآن الاتجاه جنوبا نحو الطريق الرئيس باتجاه مدينة حماة, وهو ما يشكل تحديا للطرق الرئيسة التي تعتبر ممرات حيوية لإمداد النظام في حرب الاستنزاف هذه.
حول دمشق, النظام في وضع أفضل ولكنه عانى من خسائر كبيرة في الجنوب. سيطر المتمردون على المعبر الرئيس مع الأردن مؤخرا ومنذ ذلك الحين وردت تقارير بأنهم يحققون مكاسب كبيرة إلى الجنوب الغربي من العاصمة.
يعزو المحللون هذا التغيير في الديناميكيات إلى كل من التعاون ما بين جماعات الثوار التي كانت تقاتل بعضها البعض في الماضي وإلى التنسيق الأكبر بين داعميهم السنة والخليجيين – قطر والسعودية وتركيا.
يقول إلياس حنا, وهو جنرال لبناني متقاعد يعمل حاليا أستاذا في الجامعة الأمريكية في بيروت :” قبل عامين كانوا يقاتلون بعضهم البعض, والآن يقاتلون إلى جانب بعضهم. علاوة على ذلك هناك تغير كبير في القضايا الإقليمية في تركيا وقطر والسعودية. أعتقد أنهم يحضرون لشيء ما ويساعدون بصورة غير رسمية في تقديم السلاح والتدريب والدعم”.
وقال جوشوا لانديز, الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الدولية في جامعة أوكلاهوما بأن التغيير في المواقف الإقليمية ناتج عن قرار ملك السعودية الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأن إيران تشكل خطرا أكثر إلحاحا على دولته من عدو آل سعود القديم المتمثل في الإخوان المسلمون.
“وهذا ما سمح له التنسيق مع تركيا وقطر لمواجهة الأسد, حتى لو كان ذلك يعني تسليح النصرة والقوى الإسلامية الأخرى”. ويعتقد لانديز بأن الولايات المتحدة اضطرت للرضوخ لهذا الموقف الجديد.
كما يبدو أن الأسلحة المتطورة كان لها أثر كبير على قوات النظام, حيث ظهرت تسريبات لمقاطع فيديو تظهر فيها صواريخ التاو الحديثة المضادة للدبابات والتي تسببت في دمار كبير لمدرعات النظام, حيث بدا أن المتمردين يحسنون استخدامها بطريقة جيدة.
ولكن العديد من المحللين يشيرون إلى أن القضية الرئيسة التي أدت إلى هذا التغير هو التآكل البطيء لموارد النظام من القوى البشرية. هناك تقارير متكررة تشير إلى وجود توترات في النظام, تشمل خلافا واسع النطاق ما بين اثنين من رؤوساء المخابرات أدت إلى نقل أحدهما للمستشفى, وحتى وجود توتر ما بين الجيش العربي السوري والمليشيا المحلية التي عادة ما يستخدمها النظام لتعزيز قواته, والتي يطلق عليها اسم قوات الدفاع الوطني.
كما شهدت العملة السورية انحدارا آخرا في الأسابيع الأخيرة. أشار حنا إلى أن الكلفة الشهرية للحرب تصل إلى مليار دولار على النظام, وأن الدعم المالي يعتمد كثيرا على إيران.
وفي الخلفية أيضا, هناك أيضا التحركات الجارية للوصول إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران. أشار المراقبون إلى أنها ربما توفر نافذة ضيقة للمعارظين وداعميهم من أجل المزيد من المكاسب على الأرض قبل أن يؤدي الاتفاق إلى إطلاق الأموال الإيرانية التي ربما يدعم فيها نظام الأسد. إذا فشلت المحادثات, يقول المحللون إن طهران ربما تكون أكثر استعدادا للمواجهة من خلال دعم النظام التي تعتبر أنه حيوي من الناحية الاستراتيجية لنفوذها الإقليمي.
الخسائر الكبيرة في الأراضي التي تعرض لها النظام في مدينة جسر الشغور الشمالية وما بعدها, بعد سقوط مدينة إدلب في يد المتمردين, إضافة إلى سلسلة من النجاحات النسبية حول جنوب غرب دمشق, ما هي إلا نتائج لمستوى جديد من التنسيق بين الجماعات المقاتلة التي أمضت العام الماضي في قتال بعضها البعض من أجل فرض السيطرة, وذلك على حساب مواجهة بشار الأسد. صعود داعش شكل عقبة أخرى للمتمردين الأكثر اعتدالا في القتال ضد النظام السوري.
ربما يساعد هذا التغير أهداف سياسة الولايات المتحدة الخارجية من خلال زيادة احتمال أن يقوم نظام الأسد – أو أولئك الذين في داخله- بالنظر في إمكانية الوصو إلى حل سياسي لوضع حد للحرب المستمرة منذ ما يزيد على أربع سنوات.
الهجوم على جسر الشغور في نهاية إبريل زود العديد من المحللين بدليل على أن النجاح الأخير للمتمردين في السيطرة على إدلب ما هو إلا جزء من تطوير أكبر في استراتيجية أوسع. نفس هؤلاء يصورون أنفسهم إلى جانب أسلحة ثقيلة فيما يبدو أنها الجبال التي تقع بين جسر الشغور ومدينة اللاذقية الساحلية, الميناء الاستراتيجي ذو الأهمية الخاصة بالنسبة لكلا الطرفين والتي أصبحت الآن في مرمى المعارضين.
التغيير في السيطرة على الأراضي يترك الثوار مع مساحة أوسع من الأراضي في شمال سوريا تحت سيطرتهم, إذا استمروا في ذلك, فإنهم سوف يزيدون الضغط على أجزاء كبيرة من مدينة حلب, التي لا زالت تحت سيطرة النظام. يمكن للمتمردين الآن الاتجاه جنوبا نحو الطريق الرئيس باتجاه مدينة حماة, وهو ما يشكل تحديا للطرق الرئيسة التي تعتبر ممرات حيوية لإمداد النظام في حرب الاستنزاف هذه.
حول دمشق, النظام في وضع أفضل ولكنه عانى من خسائر كبيرة في الجنوب. سيطر المتمردون على المعبر الرئيس مع الأردن مؤخرا ومنذ ذلك الحين وردت تقارير بأنهم يحققون مكاسب كبيرة إلى الجنوب الغربي من العاصمة.
يعزو المحللون هذا التغيير في الديناميكيات إلى كل من التعاون ما بين جماعات الثوار التي كانت تقاتل بعضها البعض في الماضي وإلى التنسيق الأكبر بين داعميهم السنة والخليجيين – قطر والسعودية وتركيا.
يقول إلياس حنا, وهو جنرال لبناني متقاعد يعمل حاليا أستاذا في الجامعة الأمريكية في بيروت :” قبل عامين كانوا يقاتلون بعضهم البعض, والآن يقاتلون إلى جانب بعضهم. علاوة على ذلك هناك تغير كبير في القضايا الإقليمية في تركيا وقطر والسعودية. أعتقد أنهم يحضرون لشيء ما ويساعدون بصورة غير رسمية في تقديم السلاح والتدريب والدعم”.
وقال جوشوا لانديز, الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الدولية في جامعة أوكلاهوما بأن التغيير في المواقف الإقليمية ناتج عن قرار ملك السعودية الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأن إيران تشكل خطرا أكثر إلحاحا على دولته من عدو آل سعود القديم المتمثل في الإخوان المسلمون.
“وهذا ما سمح له التنسيق مع تركيا وقطر لمواجهة الأسد, حتى لو كان ذلك يعني تسليح النصرة والقوى الإسلامية الأخرى”. ويعتقد لانديز بأن الولايات المتحدة اضطرت للرضوخ لهذا الموقف الجديد.
كما يبدو أن الأسلحة المتطورة كان لها أثر كبير على قوات النظام, حيث ظهرت تسريبات لمقاطع فيديو تظهر فيها صواريخ التاو الحديثة المضادة للدبابات والتي تسببت في دمار كبير لمدرعات النظام, حيث بدا أن المتمردين يحسنون استخدامها بطريقة جيدة.
ولكن العديد من المحللين يشيرون إلى أن القضية الرئيسة التي أدت إلى هذا التغير هو التآكل البطيء لموارد النظام من القوى البشرية. هناك تقارير متكررة تشير إلى وجود توترات في النظام, تشمل خلافا واسع النطاق ما بين اثنين من رؤوساء المخابرات أدت إلى نقل أحدهما للمستشفى, وحتى وجود توتر ما بين الجيش العربي السوري والمليشيا المحلية التي عادة ما يستخدمها النظام لتعزيز قواته, والتي يطلق عليها اسم قوات الدفاع الوطني.
كما شهدت العملة السورية انحدارا آخرا في الأسابيع الأخيرة. أشار حنا إلى أن الكلفة الشهرية للحرب تصل إلى مليار دولار على النظام, وأن الدعم المالي يعتمد كثيرا على إيران.
وفي الخلفية أيضا, هناك أيضا التحركات الجارية للوصول إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران. أشار المراقبون إلى أنها ربما توفر نافذة ضيقة للمعارظين وداعميهم من أجل المزيد من المكاسب على الأرض قبل أن يؤدي الاتفاق إلى إطلاق الأموال الإيرانية التي ربما يدعم فيها نظام الأسد. إذا فشلت المحادثات, يقول المحللون إن طهران ربما تكون أكثر استعدادا للمواجهة من خلال دعم النظام التي تعتبر أنه حيوي من الناحية الاستراتيجية لنفوذها الإقليمي.
نك باتون والش – سي إن إن
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي