دمشق ـ إسطنبول ـ «القدس العربي» : استمرت المواجهات العسكرية، أمس الإثنين، في شمال غربي سوريا. وبعد معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري مدعومة بغطاء ناري روسي، دخلت قوات الأخيرة مجدداً مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الرسمي السوري الإثنين.
لكن النقيب ناجي مصطفى، الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة، أكد أن «قوات الأسد قامت بشنّ هجوم عنيف على سراقب» متحدثاً عن «اشتباكات عنيفة جداً داخل المدينة» .
وحسب معارضين، قصفت طائرات مسيرة تركية مواقع للجيش السوري على الجبهة في سراقب، وأصابت منصتين على الأقل لإطلاق الصواريخ.
وفي تطور هدفه حماية قوات الأسد في سراقب، أعلن الجيش الروسي أن وحدات الشرطة العسكرية التابعة له دخلت سراقب في وقت متأخر بعد ظهر الإثنين «نظراً لأهمية ضمان الأمن وحرية حركة النقل والمدنيين على الطرق السريعة أم4 وأم 5» .
المعارضة تسعى لإبعاد النظام عن مناطق «خفض التصعيد»… واللاجئون ضحية قمع الأمن اليوناني
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس في روسيا، من أجل التوصل لاتفاق بشأن إدلب.
وقال مسؤول أمني تركي بارز «من المتوقع التوصل إلى حل خلال المحادثات، لكن الهجمات ومحاولات الهجوم التي ينفذها النظام (السوري) خلال هذه الفترة لن تمر دون رد» .
ويقول مقاتلو المعارضة، المدعومون بقصف وطائرات مسيرة تركية، إنهم استعادوا عدة قرى كانوا قد خسروها الأسبوع الماضي في هجوم القوات الحكومية.
وقال مصدر بارز من المعارضة السورية «النظام السوري سيجبر على الخروج من منطقة خفض التصعيد قبل اجتماع بوتين وأردوغان».
اردوغان طالب بانسحاب قوات النظام السوري في شمال غرب سوريا إلى الخطوط التي حددتها تركيا، مضيفا أن الخسائر التي تكبدتها هذه القوات في هجمات تركيا ومقاتلي المعارضة مجرد بداية.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة «كبّدنا النظام السوري أكبر خسارة في تاريخه، وخسائر النظام البشرية والمادية حتى الآن ما هي إلا بداية»، و«إذا لم ينسحبوا إلى الخطوط التي حددتها تركيا في أقرب وقت ممكن فلن يبقى لهم رأس فوق أكتافهم».
وأضاف «سنؤكد لهؤلاء الغافلين أننا دولة كبيرة لا تنحني ولو قُطع رأسنا، وأقول لروسيا وإيران مجددا: ليست لتركيا أي مشكلة معكما في سوريا».
وأشار إلى أن تركيا لا تعتمد في كفاحها على دولة أو مؤسسة معينة، بل تعتمد على إمكاناتها وقدراتها وسواعد جنودها وشجاعتهم.
إنسانياً وعلى الحدود التركية اليونانية، تتواصل وتتوسع محاولات عشرات آلاف المهاجرين وأغلبهم سوريون، للانتقال من تركيا نحو اليونان براً وبحراً في ظروف مأسوية، بسبب قمع الأمن اليوناني لهم بوسائل مختلفة، وصولاً لاستخدام الرصاص الحي، بالإضافة إلى ظروف الهجرة الصعبة لا سيما على العائلات والنساء والأطفال والمبيت في العراء في درجات حرارة منخفضة جداً، حسب رصد «القدس العربي» .
وقتل أمس الأول مهاجر سوري الجنسية بالنيران الحية، حيث اخترقت فمه رصاصة، وأظهرت مقاطع فيديو شاباً سورياً أكد رفاقه أنه من مدينة حلب، ويبلغ من العمر 18 عاماً. وأكدت مصادر يونانية أن الجيش بدأ بإجراء مناورات واسعة بالذخيرة الحية قرب الحدود للتعامل مع المهاجرين. وقال مهاجرون لـ«القدس العربي» إنهم تلقوا رسائل نصية بعدة لغات عبر هواتفهم النقالة من الأمن اليوناني يحذرهم فيها من الاقتراب من الحدود.
وأكد اردوغان أنه لم يعد يشعر بأنه ملزم باتفاق يعود لعام 2016، يقضي بإبقاء اللاجئين في تركيا مقابل مليارات من اليورو من الاتحاد الأوروبي.
وقال «مئات الآلاف عبروا (داخل الاتحاد الأوروبي) قريبا هذا العدد سيصل إلى الملايين». وحذر من أن على أوروبا تحمل حصتها من أزمة اللاجئين التي تسبب بها العنف في المنطقة.
وأكد خلال خطاب في أنقرة «سأذهب إلى موسكو الخميس لمناقشة التطورات (في سوريا) مع بوتين. وآمل هناك أن يتخذ (بوتين) التدابير الضرورية مثل وقف لإطلاق النار وأن نجد حلاً لهذه المسألة» .
في المقابل، اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس استخدام تركيا اللاجئين لممارسة ضغوط على الاتحاد الأوروبي «غير مقبول» في مؤتمر صحافي في برلين.
كذلك أبدت أورسولا فون دير ليين رئيسة المفوضية الأوروبية تعاطفها مع تركيا ، لكنها قالت إنه من غير المسموح لأنقرة السماح بدخول المهاجرين
وقالت فون دير ليين في مؤتمر صحافي «أعترف بأن تركيا في وضع صعب فيما يتعلق باللاجئين والمهاجرين. لكن ما نراه الآن لا يمكن أن يكون الرد أو الحل» .
نقلا عن القدس العربي