إيران لم تتوقف عن تطوير برنامجها النووي، وتعتبره حقاً مطلقاً لها، ووفق استراتيجيها مسألة سيادية، وفي هذا ليست أقل من الهند وباكستان وإسرائيل. إيران تحدد لنفسها ومن خلاله دوراً إقليمياً وازناً، وهذا ما اعترف به التخطيط الأميركي للمنطقة، متجاهلاً التذمر الخليجي عامة، وتذمر تركيا، وحتى تذمر إسرائيل الرافضة للنووي الإيراني والمطالبة بإنهائه.
سياق الأحداث يؤشر إلى غياب أي تغيير في الوضع السوري، بل إن خطة دي ميستورا، والتصريحات الروسية، واستقبال روسيا لوفود من المعارضة والنظام، والصمت الأميركي عن ممارسات النظام.
إيران وروسيا تريدان أن تبقي القوة الضاربة الرئيسية للنظام بيديه، واعترافاً أميركياً ودولياً بدوره في محاربة الإرهاب، وإنهاء كل شكل للثورة، وحينها فقط يمكن إشراك جهات المعارضة في الحكم.
في الأشهر السبعة المقبلة لن تفهم إيران ضرورة التصالح مع وضعها كدولة من دول المنطقة، وستغرقها أميركا بالجهاديات في العراق وسورية بعد أن كانت الجهادية لعبة إيران المفضلة قبلاً. وهذا سيكون كارثة على السوريين بالتأكيد، ولكن لا قيمة للسوريين في السياسة الأميركية. فأميركا مهتمة بمتابعة الضغط واستمرار العقوبات على إيران، وهذا ما سيضاعف التأزم الإيراني الداخلي تباعاً.
صحيفة الحياة