شهدت منطقة صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق تصعيدًا أمنيًا خطيرًا خلال الأيام الأخيرة من نيسان (أبريل) 2025، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتدخلات داخلية وخارجية أثارت مخاوف من اتساع دائرة العنف الطائفي.
وذكرت المصادر بأن التوترات بدأت في حي جرمانا، جنوب دمشق، عقب انتشار تسجيل صوتي مسيء نُسب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، مما أثار غضبًا واسعًا. ورغم نفي المجلس الديني الدرزي في السويداء مسؤولية الشخص المذكور، إلا أن الاشتباكات اندلعت في 28 نيسان (أبريل)، وأسفرت عن مقتل 8 أشخاص، بينهم عنصران من الأمن.
وفي 29 نيسان (أبريل)، توسعت الاشتباكات إلى صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث هاجمت مجموعات مسلحة نقاطًا أمنية، مما أدى إلى مقتل 16 عنصرًا من قوات الأمن السوري . وردت تقارير عن استخدام قذائف RPG وأسلحة خفيفة في الهجمات.
أعلنت إسرائيل تنفيذ غارات جوية محدودة في صحنايا، مستهدفة ما وصفته بـ”مجموعات متطرفة” كانت تخطط لمهاجمة الدروز، في خطوة وُصفت بأنها تحذيرية. أسفرت إحدى الغارات عن مقتل عنصر أمن ومدني، وفقًا لمصادر سورية.
من جهتها أعلنت السلطات السورية سيطرتها على مناطق أشرفية صحنايا، وبدأت عمليات تمشيط واعتقال للمسلحين. كما وصل وفد من مشايخ ووجهاء السويداء إلى المنطقة لاحتواء الأزمة. وفي هذه الأثناء دعا مفتي سوريا، الشيخ أسامة الرفاعي، إلى التعايش السلمي ونبذ الفتن، محذرًا من الانجرار وراء دعوات الانتقام.
بحلول 30 نيسان (أبريل)، أُعلن عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، بمشاركة محافظي ريف دمشق والسويداء والقنيطرة، إضافة إلى وجهاء محليين. رغم ذلك، لا تزال الأوضاع الأمنية هشة، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات أو تصاعد التوترات الطائفية.